الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي فقدان الرغبة في الحياة وأحلام اليقظة، ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم.

لن أطيل، وسأحاول الإيجاز، أنا في السنة الثانية في كلية الطب، الصغرى من الأبناء، أعاني من أحلام اليقظة منذ كنت في الثالثة عشر من عمري، هروبا من الواقع وتحقيق الكثير من الأمنيات، والدي فاقد البصر وعصبي، ولدينا الكثير من المشاكل، حيث لا يخلو منزلنا يوما من الصراخ، والكثير من الأمور المعقدة لا يسعني كتابتها.

قضيت معظم سنوات عمري وحيدة في المنزل، لا أحد يفهمني، وأصبحت عصبية وأتصرف بقسوة مع من هم حولي، لكن خارج المنزل لطيفة ومرحة، رغم أن داخلي يرفض ذلك التصرف مع أهلي، لكن أسلوبهم وعدم تفهمهم وسيطرتهم جعلتني لا أهتم، فأغلق على نفسي باب غرفتي، ولا أطيق معاملة الأشخاص.

مع العلم ـنني لا أخرج من المنزل بسبب عدم وجود مواصلات، وكثير من الأمور لا يمكنني فعلها بسبب ذلك، وألتزم الصمت إلا أني فقدت شخصا عزيزا علي، وكنت في سنتي الدراسية الأخيرة في المدرسة، وكانت المرة الأولى التي أفكر بماذا أريد، أو أتحدث عن رغبتي بالدراسة.

أنا غارقة في أحلامي والبكاء على وسادتي، كلما يؤذيني شخص أجعل علاقتي به محدودة، لا أثق بأحد، ولا أتحدث مع أحد عن أبسط الأشياء وإن كان ذلك أقرب الناس لي، أصدقائي قلائل رغم معرفتي بالكثير.

الحمد لله الآن أدرس في الخارج، وقد اجتزت مرحلة صعبة، وأحاول اجتياز الباقي، وكأني لم أعش إلا السنتين الماضيتين، لكن ما إن أعود للمنزل إلا وأغرق بأحلام اليقظة وأكره نفسي، ولا أرى أن لحياتي معنى، ولا أريد فعل شيء حتى أحلامي أعلم أن الكلام كثير وغير منظم، لكن أتمنى المساعدة بقدر ما تفهمتم من المشكلة، شاكرة لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كثيرة هي المواقف التي تؤثر فينا نتيجة لطريقة تفسيرنا، ومدى إعطاء قيمة لتلك المواقف، فأحياناً إعطاء الأمر اهتماما زائدا والتفكير فيه بشكل دائم يجعله يبدو من الصعب التغلب عليه والخلاص منه، وعلى العكس، في حال التعامل مع الأمر ضمن حدوده ومدى أهميته، فهذا يجعلنا أكثر ارتياحا وتكيفاً مع مشكلاتنا الحياتية اليومية.

فيما يلي مجموعة من الإرشادات التي سوف تساعدك بمشيئة الله:
- تطبيق طريقة التجاهل: والتي تكمن في عدم الاهتمام لكل كبيرة وصغيرة، فأحيانا التركيز المفرط يجعلنا أكثر حساسية للكلمة والنظرة والحركة، وبذلك وكأننا نسلم أنفسنا للمعاناة النفسية المتمثلة في التفكير في فلان وفلانة وماذا قلت أنا؟ وكيف أجابني؟، وكان علي أن أقول كذا وكذا.

- ثقي أن الحياة تسير ولا تكترث لحزننا وهمومنا، وتتركنا غارقين بما نحن فيه، وكأنها تقول لنا إذا لم تتخلصوا بما أنتم فيه بسرعة سيأتيكم ما هو أشد وأكبر، وبالفعل هذا ما يحدث، فعندما لا نتعامل ونتخلص من مشكلاتنا، فسرعان ما نتفاجأ بأمرين: إما أن هذه المشكلات تكبر وتتطور، أو نتفاجأ بمشكلات جديدة تضاف لما نعاني منه، مما يجل تعاملنا بما نحن فيه يزداد صعوبة.

- انعزالك، وهمومك، وحزنك، لا يؤثر إلا بك، لذا الأفضل البحث عن استراتيجيات جديدة للتعامل مع ظروفك، مثل: إعادة تنظيم وقتك، التحدث مع للآخرين بشكل لا يسبب لك المشكلات وهنا عليك تجنب مواطن الخلافات.

- صنفي المشكلات حسب أولويتها وشدتها، وتعاملي معها من المهم إلى الأقل أهمية، واعملي على إلغاء بعض الأمور البسيطة التي لا قيمة لها واعمل على تجاهلها نهائياً.

- من الأدعية المأثورة في السنة الشريفة للتخلص من الهم والحزن:
اللهم إني عبدُك ابنُ عبدِك ابنُ أمتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيّ حكمُك، عدلٌ فيّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو علمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذهابَ همِّي وغمِّي).

(اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجَالِ).

(لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ).

(دعوةُ ذي النُّونِ إذ هوَ في بَطنِ الحوتِ : لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).

(دَعَواتُ المَكروبِ: اللَّهمَّ رَحمَتَكَ أرْجو، فلا تَكِلْني إلى نَفْسي طَرْفةَ عَيْنٍ، أصْلِحْ لي شَأْني كُلَّهُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ). (اللهُ؛ اللهُ ربي ، لا أُشركُ به شيئًا).

(اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ، وربَّ العرشِ العظيمِ، ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ، وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ، مُنزِلَ التَّوراةِ، والإنجيلِ، والفُرقانِ، فالقَ الحَبِّ والنَّوى، أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه، أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ، وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ، اقضِ عنَّا الدَّينَ وأَغْنِنا مِن الفقرِ).

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً