الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ترك العادة السرية، يزيد التركيز والثقة في النفس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

هل للعادة السرية أي علاقة بالقلق النفسي والاكتئاب وفقدان الطاقة؟ فقد قرأت الكثير من القصص لأشخاص توقفوا عن ممارسة العادة لفترة طويلة، وما جنوه من فوائد لذلك من زيادة في التركيز، وارتفاع مقدار الطاقة، وزيادة الثقة، فهل فعلا هي السبب في ذلك؟

هنالك آلاف من القصص ذات الصلة، وكلهم أخبروا بنتائج إيجابية، فبحكم تعاملكم مع الكثير من المشاكل النفسية هل فعلا لامستم هذا الأمر؟ وهل الصيام المستمر (شهر كامل أو أكثر) كفيل بإضعاف الشهوة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نادر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على ثقتك في هذا الموقع.

أولاً موضوع ممارسة العادة السرية في المقام الأول يعتمد على الخلفية الثقافية والدينية والاجتماعية للإنسان، مثلاً: الذي يُمارس هذه العادة من الشباب المسلم تجده يحس بالذنب نسبةً لهذه الممارسة، والتي يعرف أنها خاطئة ولا خير فيها، فالخيالات الجنسية المرتبطة بالعادة السرية، من وجهة نظري هي أكبر إشكالية، فلو توقف الشاب عن الاسترسال والتخيلات الجنسية سيوقف مشكلة العادة السرية، وهذا يأتي بالانشغال بالمفيد من دراسة أو عمل، ثم يتفكر ماذا سيستفيد لو مارس العادة السرية؟ متعة لحظة فقط، ثم يأتي الشعور بالذنب وتأنيب الضمير.

الذي ينكب وينجرَّ نحو هذه العادة ويكون مستعبدًا لها مع خيالات جنسية بشعة ومضطربة ومنحرفة قطعًا سوف يُصاب باضطرابات نفسية، (اضطرابات في شخصيته، اضطرابات في تركيزه، اضطرابات في قيمته الاجتماعية) هذا أمرٌ نشاهده، وهو معروف ولا شك في ذلك، وكما تفضلتَ هنالك مَن مارس هذه العادة وحين توقّف منها شعر بالفرق الكبير، شعر بتحرُّر النفس، والشعور بالطمأنينة، والشعور بالأمان، والشعور بالانتصار على الشهوات، وهذا أمرٌ مهمٌّ جدًّا، القضاء تمامًا على الخيالات الجنسية المنحرفة.

فهؤلاء الذين رووا وقصُّوا وكتبوا عن إيجابياتهم في حياتهم يُلامس الحقيقة تمامًا، وهم على الطريق الصحيح من الناحية النفسية والسلوكية، وهم قد عرفوا المشكلة وقاموا بالعلاج بأنفسهم، والمسلم دائما يبحث عن راحته مع الله بداية، ثم ينطلق ليعالج مشكلته بالتوقف عنها، ولا يعطي مساحة كبيرة للتخيلات والمشاهدات، هذا هو الشخص الجاد، أما الشاب الذي يتمنى أن يتوقف بدون شيء عملي، فهي مجرد أمنيات ليس لها رصيد واقعي، فتبقى حبيسة الفكرة، بدون أي تقدم.

بالنسبة للصيام -أيها الفاضل الكريم- لا شك أنه يُضعف الشهوة، وهذا نستنتجه من حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، هذا حديث صحيح ويدلّ على أن الصوم يحرق الطاقات المتولّدة من السكريات، وهذا يُساعد حقيقة على تنظيم الشهوة وتهذيبها، وهذا أمرٌ جيد جدًّا، وأعرف الذين يصومون الاثنين والخميس مثلاً وجدوا راحة كبيرة في هذا الأمر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وسؤالك سؤال طيب جدًّا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً