الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الاستخارة التي دعيت بها هي السبب فيما حدث لي؟

السؤال

السلام عليكم

قبل ثلاث سنوات دعيت الله وقلت: (يا رب لا تعلق قلبي ولا عقلي برجل لا يكن من نصيبي في الحلال).

مرت الأيام لم يخطر ببالي أحد إلى أن جاء اليوم وخطبني رجل وصار كل شيء في حياتي، والله ما تعلقت بأحد أو شيء أو حلم أو عمل مثل ما تعلقت به، وصرت أعشقه لدرجة عمياء.

القصة تعقدت وصارت مشاكل وأصبح الزواج مستحيلا بالنسبة له، وصرنا نفترق كثيرا، وكلما أدعي الله وأطلب (يا رب إن كان هذا الرجل ليس لي أبعده عني واجعلني أنساه، وإن كان من نصيبي أصلح الأمور بيننا)، وتمر الأيام وأزداد حبا له، فهل فرقنا الله من أجل أن يجمعنا في الحلال مرة أخرى، وهل أستجيب دعائي على شبه استخارة أم كان ابتلاء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك للخير، وهنيئًا لك بهذا اللجوء إلى الله -تبارك وتعالى-.

اطمئني فإن الذي وفَّقكِ وقدَّر لك الخير سيوفِّقك، فواظبي على اللجوء إلى الله -تبارك وتعالى-، ولا تتوقفي عن السؤال، فإنه يُجيب المُضطّر إذا دعاه، ويُحب من عباده الإلحاح في الدعاء، فاحرصي على أن تُصلحي ما بينك وبين الله -تبارك وتعالى-.

واعلمي أن الإشكالات التي تحدث قد لا تكون نهاية المطاف، المهم هو أن يبقى الاحترام وأن يستمر الحوار، فإن يسَّر الله وأتمتم هذا الزواج فبها ونعمت، وإن كانت الأخرى فالجئي إلى مَن لجأتِ إليه، وهو الذي تُرفع إليه الأكفّ سبحانه وتعالى، وثقي بأن الله -تبارك وتعالى- سوف يُقدّر لك الخير، وكلُّ ما يُقدّره الله خير، وكان قائل السلف يقول: (كنّا نرى سعادتنا في مواطن الأقدار)، فاستمري في محاولات الإصلاح لهذه العلاقة التي بينك وبين الرجل الذي دخل إلى قلبك.

وكنا نتمنَّى أيضًا أن تعرضي تفاصيل هذه الإشكالات حتى نتعاون ونُساعدك في حلها، ونتفهم ما يحدث، لكن الذي نريد أن نؤكد عليه هو أن تستمري في الدعاء واللجوء إلى الله -تبارك وتعالى-، وقد عوّدتك ربُّنا العظيم أن يستجيب لك، ونسأله -تبارك وتعالى- أن يُقدِّر لك الخير ثم يُرضيك به، وأكثري من الدعاء، أن يُقدِّر لك الخير حيث كان ثم يُرضيك به، وهذا المعنى اللطيف موجود في دعاء الاستخارة، لأن الإنسان قد يُقدّر له خير ولا يرضى بهذا الخير، فيكون في تعب، لكن السعادة أن يُقدّر الله للإنسان الخير ثم يُرضيه به.

نسأل الله لنا ولكم الهداية والثبات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً