الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما تفسير سماعي لصفير شديد في الأذن مع أذان الفجر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أستيقظ من النوم فجأة بسبب صفير قوي في أذنيّ وكأن الطبلة ستتفجر بسبب هذا الصفير، وتكرر الأمر عدة مرات قبل سنوات، إلا أن هذه المرة تكرر مع أذان الفجر، حيث سمعت الأذان، وأردت القيام للصلاة، فعجزت عن الحركة وسمعت الصفير ولم أستطع تحريك شفتي لقراءة آية الكرسي، لكنني قرأتها عدة مرات في نفسي، وأثناء قراءتي كان هناك اختلاف في درجة صوت الصفير، ولم أستطع الحركة إلا بعد انتهاء الأذان، علما أنه قبل سماع الصفير كنت أحلم بأني في حمام مغربي عمومي، وكانت أمي في الحلم توجهني ناحية صوت الأذان، فهل ما يحدث معي أمر طبيعي أم أنه له علاقة بمس شيطاني؟ ماذا يجب علي لعلاج نفسي ووقايتها؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الموقع، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

ما عانيت منه أو تألمت بسببه حين استيقظت من النوم ربما يكون نتيجة التهاب بسيط في الأذن الداخلية، أو لتكوِّن شمعٍ، أو لشيء من هذا القبيل، وهذا التأثير العضوي تحوّل إلى تأثير نفسي، بأن ارتبط صوت الصفير مع أوضاع مُعيّنة، كسماع الأذان، وهذا نوع من التطابق أو التماهي النفسي، وليس أمرًا عضويًّا.

وأنت تحدثت عن الأحلام وموضوع عجزك عن الحركة – خاصة حين سماع الصفير – ولا تستطيعين حتى قراءة القرآن جهرًا أو قراءته مع تحريك الشفتين والفك. هذا كلُّه ناتج من القلق الداخلي، لا أعتقد أنه أمر عضويّ أساسيً، كما ذكرتُ لك، ربما يكون هنالك التهاب بسيط في الأذنين، ولذا سيكون من الجميل أن تعرضي نفسك على طبيب الأنف والأذن والحنجرة، حتى وإن كانت الاحتمالية احتمالية ضعيفة بوجود أي علة في الأذنين، لكن يجب أن نتأكد.

الأمر الآخر هو: أن تتجاهلي هذا الأمر، وتقطعي هذا الربط ما بين الصفير والصلاة وقراءة القرآن سِرًّا، ونحن نؤمن بوجود المسّ الشيطاني والعين والسحر – وكلّ هذا – لكن لا أعتقد أن في حالتك هذه تنطبق عليه هذه الأشياء، لكن عمومًا: حصَّني نفسك، هذا أمرٌ يحتاج إليه كل مسلم.

وفي ذات الوقت تجاهلي وحقّري هذه الروابط النفسية، واصرفي انتباهك بأن تُحسني إدارة وقتك، تتجنبي الفراغ، مارسي بعض تمارين الاسترخاء، تمارين الاسترخاء تفيد جدًّا، هنالك تمارين قبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها، وتمارين التنفس المتدرّج مفيدة جدًّا، ويمكن أن تستفيدي من أحد البرامج الموجودة على اليوتيوب لتدريبك على هذه التمارين، فهي ذات فائدة كبيرة.

أيضًا الرياضة، رياضة المشي على وجه الخصوص سوف تفيدك، وصرف الانتباه أيضًا يكون من خلال – كما ذكرتُ لك – حُسن إدارة الوقت، تشغلي نفسك دائمًا بالأشياء الجيدة والمفيدة، توزّعي وقتك بشكل جيد.

احرصي على الصلاة في وقتها، قراءة القرآن فيها خير كثير، فخير جليس لا يملُّ حديثه وترداده يزداد فيه المرء تجمُّلاً، والقرآن هو أعلى مراتب الذّكر، وهو حبل الله المتين، والذكر الحكيم، وصراطه المستقيم، وهو حافظ بإذن الله تعالى، فلا تقلقي، واستعيني بالله ولا تعجزي، ورددي: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وغلبة الدين وقهر الرجال)، ورددي: (اللهم إني أعوذ من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفُجاءة نقمتك، وجميع سخطك)، (اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء)، (اللهم إني أعوذ بك من الجنون والجذام والبرص، وأعوذ بك من سيء الأسقام) وغيرها من الأدعية المفيدة النافعة بإذن الله تعالى.

هذا هو الذي تحتاجين إليه، وليس أكثر من ذلك.

لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج نفسي دوائي، وإن كانت مضادات القلق ربما تفيدك كثيرًا، لكن حاولي أن تُطبقي الإرشادات البسيطة التي ذكرتُها لك، و-إن شاء الله تعالى- تفيدك، وإن لم تتحسّني يمكن بعد ذلك أن تتواصلي معنا أو تذهبي وتقابلي طبيبًا نفسيًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً