الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعالج عقار Bedranolol الأعراض الجسدية للأمراض النفسية ؟

السؤال

السلام عليكم..

ما هو عقار Bedranolol؟ وهل صحيح أنه يعالج الأعراض الجسدية للأمراض النفسية كضيق التنفس المستمر؟

علماً بأنني آخذ الآن Eso_ pram منذ يومين، ولم أشعر بتحسن، أريد لو سمحتم وتكرمتم علاجاً فعلاً لضيق التنفس، لأني لا أشبع من الأوكسجين ولا أرتاح أبداً، ويزيد هذا الشيء عند الاستيقاظ من النوم، ويزيد عند الذهاب للامتحان، وعند الذهاب للعب الرياضة، ولا أقدر أن أركض، وعند الدراسة أيضاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وقد أجبتُ على استشارتك السابقة التي رقمها (2451779)، ووجَّهنا لك بعض الإرشادات التي نتمنَّى أن تكون قد أخذت بها، وهي ذات علاقة باستشارتك الحالية.

بالنسبة لعقار (Bedranolol) هو: دواء ينتمي لمجموعة من الأدوية تُسمَّى (كوابح البيتا) وهو دواء رائع جدًّا لعلاج الأعراض الجسدية للقلق.

تعرف – أخي الكريم – أن الإنسان القلق قد يحسّ بتسارع في ضربات القلب، قد يحس بشيء من التعرُّق، الانشداد الجسدي، شيء من الصداع العصبي ... وهكذا، فهذا الدواء الـ (Bedranolol) رائع جدًّا في التحكّم في هذه الأعراض، فإذًا نستطيع أن نقول أنه بالفعل يُعالج الأعراض النفسوجسدية.

الدواء الآخر (Eso_ pram) طبعًا دواء ممتاز.

وأنا أطلب منك - يا أخي - أن تصبر على الأدوية حتى يتمّ البناء الكيميائي الصحيح، ودائمًا اسعَ لأن تُغيِّر منهج حياتك لتختفي هذه الأعراض التي تتحدث عنها (ضيق التنفس، عدم الشعور بالراحة، والمخاوف عند المواجهات، كالذهاب إلى الامتحان مثلاً)، فيا أخي الكريم: اصبر على العلاج، واجعل منهجيتك الحياتية منهجية إيجابية وفاعلة ونشطة.

ممارسة الرياضة يجب أن تكون جزءًا من حياتك – كما ذكرنا ذلك – حتى وإن كنت تشعر بهذا الضيق في التنفس، وأنك لا تشبع بالأكسجين، أنت ليس لديك مرض رئوي أبدًا، هو مجرد انقباض عضلي، وحين تُمارس الرياضة سوف تسترخي العضلات، وإذا مارست تمارين الاسترخاء – تمارين التنفس التدرُّجي – هذه تمارين رائعة جدًّا – أخي محمّد – ومَن يُؤدِّيها على أُصولها يحسّ براحة كبيرة، يعني: أنت حين تجلس مثلاً مسترخيًا على كرسي أو تكون على السرير، وتتأمَّل في شيءٍ جميل طيب في حياتك، تغمض عينيك قليلاً، تفتح فمك قليلاً، تضع يديك على صدرك أو على جنباتك، ثم تأخذ نفسًا عميقًا عن طريق الأنف. هذا الشهيق يجب أن يستغرق سبع إلى ثمان ثوانٍ، وهذا سوف يؤدي إلى إشباع كامل للأكسجين في الجسد، ويجب أن تحصر الهواء في صدرك لمدة أربع ثوانٍ، بعد ذلك تخرج الهواء عن طريق الفم، وهذا هو الزفير، ويجب أن يكون أيضًا بقوة وببطء، يستغرق أيضًا سبع إلى ثمان ثوانٍ. كرر هذا التمرين خمس إلى ست مرات. إذا أدَّيتَه بالصورة الصحيحة سوف تحسّ أنك في حالة استرخاء وانسجام جسدي كامل، وأعرفُ مَن ينامون بعد هذا الاسترخاء، خاصةً حين يُطبِّقونه بعد قراءة أذكار النوم.

إذًا حلول بسيطة جدًّا تجعلك تعيش حياة صحيّة، تمارين استرخائية أخرى كثيرة، مثل تمارين قبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها، كل هذه البرامج موجودة على اليوتيوب، وهي برامج مهمّة من أجل أن يعيش الإنسان حياة صحية.

لا تعتمد على الأدوية فقط، الأدوية تُساهم في علاجك، لكن منهج الحياة والأنشطة الرياضية، والأنشطة الاسترخائية، وحُسن إدارة الوقت، والحرص على العبادات – خاصة الصلاة في وقتها – (أرحنا بها يا بلال)، (وجعلت قرةُ عيني في الصلاة)، التفاؤل، السعي في التحصيل الأكاديمي الممتاز، أن يكون الإنسان منضبطًا في عمله، ... أيًا كان موقع الإنسان في الحياة يجب أن يكون مُجيدًا لما يفعل وما يقوم به.

هذا هو المنهج العلاجي الصحيح.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً