الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي وسواس في الدعاء على النفس والآخرين، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من وسواس منذ ٣ أشهر يجعلني أدعو في قلبي على نفسي، وعلى أي شخص أراه أمامي، سواءً كنت أعرفه أو لا، بأشياء سيئة، وأخاف من استجابة هذه الأشياء، فهل تستجاب؟ وهل يستجاب الدعاء الصادر من القلب فقط دون اللفظ؟

منذ وقت قريب بدأت أخاف كثيراً من أن أحسد أحداً أو أن أحسد نفسي، وعندما أفكر في هذا أستمر بقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، تبارك الله.

أنا في كل وقت أرى أي شيء أمامي أخاف أن أحسده، وتعبت من هذا الشعور، فهل هناك علاج لهذه الافكار؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hanasaam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، ونسأل الله أن يجلب لك الطمأنينة وصلاح البال، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

نحن سعداء جدًّا بتواصل أبنائنا وبناتنا في هذه الأعمار بموقعهم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يملأ قلبك إيمانًا وطمأنينة وأمانًا.

أرجو أن تعلمي أن أهم علاج لهذه الوساوس إنما يكون بإهمالها، ثم بالتعوّذ بالله من شرِّها، ثم بالاشتغال بغيرها، يعني: الإنسان إذا جاءته مثل هذه الوساوس ينبغي أن يُهملها، ودائمًا إذا كانت وساوس في العقيدة يقول (آمنت بالله)، وفي كل الأحوال يتعوذ بالله؛ لأنها من الشيطان، ثم ينتهي، بمعنى أنه ينتقل إلى موضوع آخر، ويشتغل بقضية أخرى غير القضية التي جاء بها الشيطان.

ما يحصل منك من الدعاء على الناس أو على نفسك في قلبك هذا لا يضرُّ أحدًا، فأنت عندك هذا العُذر الشرعي، ومعلوم أن الوساوس والذي في نفوسنا -ما لم يتحوّل إلى عمل أو يتحوّل إلى فعل وقول-؛ فإن الإنسان لا يُحاسب عليه، وهذا من لطف الله بنا ومن رحمته بنا، فقد علمنا الله تعالى أن نقول: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} قال: (قد فعلت)، {ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا} قال: (قد فعلت)، {ربنا ولا تحمِّلنا ما لا طاقة لنا به واعف عنَّا واغفر لنا وارحمنا} قال: (قد فعلت).

هذا ممَّا لا طاقة للإنسان به، وهو من الأمور المعفو عنها، وكما في الحديث (عفي عن أمتي ما حدَّثت به نفسها)، فأرجو أن تطمئني من هذه الناحية، واعلمي أيضًا أنك لا تضرين أحدًا بالنظر إليه أو بالنظر إلى شيء، وأسعدنا أنك تقولين (ما شاء الله لا قوة إلَّا بالله تبارك الله)، هذه أشياء مهمّة المؤمن يقولها عندما يرى شيئًا يُعجبه، شيء خاص به أو عند غيره، يُردِّدُ هذا الذِّكْرُ كما علَّمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم.

عليه: نوصيك بالدعاء لنفسك، والاشتغال بذكر الله وطاعته، وإهمال هذه الوساوس والتشاغل عنها بغيرها، وعدم العودة للوراء، يعني للأفكار السابقة أو للمواقف السابقة، كذلك تجنّب الوحدة، لأن الشيطان مع الواحد، شغل النفس بالمفيد قبل أن يشغلك الشيطان بغيرها، والتسلُّح بالصبر.

أخيرًا: أرجو التواصل مع الموقع حتى نتابع معك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً