الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبات قلق مصحوبة بنوم متقطع

السؤال

السلام عليكم

تنتابني نوبات قلق مصحوبة بنوم متقطع، وتعكر بالمزاج، أسباب قلقي تأتي من العمل، فأنا مبتدئ وأخاف دائماً أن أفشل مع مرضاي، أو أن أتسبب بأذىً لهم، فأصبح شديد الوسوسة أحياناً مما يؤثر على نومي، وبالتالي على جودة حياتي.

راجعت أحد الأطباء فوصف لي عقار فينلافاكسين 75 mg تحسنت عليه بعض الشيء، لكن أحياناً تعود لي أعراض النوم والقلق.

بماذا تنصحونني؟ جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أخي: جزاك الله خيرًا؛ أنت تريد أن تتحمّل مسؤوليتك كطبيب متميز، حريص على علاج المرضى وسلامتهم، وهذا طبعًا من المبادئ الطبيّة الراقية جدًّا، وهذا من الإخلاص في العمل، والله تعالى يحب إتقان العمل، فجزاك الله خيرًا على حرصك هذا.

بالنسبة لحالة القلق التي تحدثت عنها: أولاً – يا أخي – يجب أن تحبَّ عملك، ويجب أن تبني نظام لفحص المرضى، وأنت مُدركٌ لذلك، فالمريض يجب أن نستمع إليه بصورة جيدة، ويجب أن نتبادل معه أطراف الحديث بصورة محترمة، ثم بعد ذلك يتم الكشف ويتم الفحص، ويتم التشخيص، ونشرح للمريض كل التفاصيل المهمّة، وحتى مناقشة الخطة العلاجية معه ستكون أمرًا جيدًا.

هذه – يا أخي – هي الأسس الطبية المعقولة جدًّا والرفيعة، وأنا متأكد أنها سوف تُلبّي حالتك الضميرية هذه، بمعنى أنك ستحس أنك بالفعل قد أدَّيت ما عليك من واجب، ودائمًا حين نعالج المرضى – أو كل مَن يطرق أبوابنا طالبًا المساعدة الطبية – يجب أن نعالجهم كما نحب أن نُعالَج نحنُ، هذا مبدأ رصين جدًّا، ومبدأ سليم جدًّا، وأعتقد أن ذلك سوف يُريحك كثيرًا إنِ انتهجتَه.

أخي: من المهم جدًّا أن تأخذ قسطًا كافيًا من الراحة، وهذا يتأتَّى من خلال حُسن إدارة الوقت، ولا تحمل هموم العمل للمنزل ولا تحمل هموم المنزل للعمل، هذا أمرٌ مهمٌّ جدًّا. ممارسة الرياضة – يا أخي – ضرورية جدًّا لتحسين الصحة النومية والصحة النفسية وكذلك الجسدية. الحرص على الصلوات والمحافظة على الأذكار – خاصة أذكار الصباح والمساء – أمرٌ مهمٌّ وضروريٌّ في حياتنا.

دائمًا كن – أخي – متفائلاً، لا تخف من المستقبل، وعش الحاضر بقوة، ودرِّب نفسك أيضًا على التمارين الاسترخائية، تُوجد برامج كثيرة جدًّا على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق هذه التمارين. وطبعًا أذكار النوم أمرٌ مهم وضروري.

أخي: الـ (فنيلافاكسين Venlafaxine) دواء جيد حقيقة، لكن عيبه الوحيد أن التوقف عنه في بعض الأحيان ليس بالسهل، فأنت استمر عليه كما هو لمدة أسبوعين من الآن، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى مائة وخمسين مليجرامًا، واستمر عليها لمدة شهرين، وهذه هي الجرعة العلاجية الصحيحة، علمًا بأن الجرعة الكلية يمكن أن تكون حتى ثلاثمائة مليجرام، لكنّك لن تحتاج لهذه الجرعة. وبعد شهرين خفض الجرعة إلى خمسة وسبعين مليجرامًا، استمر عليها لمدة شهرين، ثم اجعل الجرعة سبعة وثلاثين ونصف مليجرام لمدة شهرٍ، ثم سبعة وثلاثين ونصف مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

يمكن – أخي الكريم – أن تحضر أحد مُحسّنات النوم المباشرة، هنالك عقار يُسمَّى (زولبيديم Zolpidem) بجرعة عشرة مليجرام يُساعد كثيرًا على النوم، لكن لا أريدك أن تتناوله بصورة رتيبة، أو بصفة يوميًا، لا مانع أن تتناوله مرة إلى مرتين في الأسبوع، حتى تحس أن نومك قد أصبح نومًا جيدًّا. والنوم – يا أخي – لا يُقاس بعدد ساعاته أو بكميّته، إنما يُقاس بمدى الراحة التي يستشعرها الإنسان بعد الاستيقاظ من النوم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً