الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أني منافق في صلاتي.. كيف أتخلص من هذا الشعور؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أشعر أني عندما أصلي أني منافق، وأني أصلي لكي أطلب من الله أن يستجيب لدعائي بالرزق فقط، وهذا يرعبني أنه لن يتقبل مني صلاة أو أعمل، وأني منافق مع الله.

أنا أتوب وأعود كثيرا بسبب العادة السرية، ولكني أحاول أن أبتعد عنها تماما، لكني أفشل وبعدها أغتسل وأصلي، وأدعو الله أن يغفر لي، وأشعر أيضاً أن هذا نفاق! أريد أن أبين لنفسي أني شخص جيد.

أعتذر لكم لكن لدي سؤال آخر: تعرفت على فتاة منذ فترة على الفيسبوك، وكنت أود أن أتعرف عليها لكي أخطبها لكني لكي أتعرف عليها كذبت واختلقت بعض القصص، وفعلا تعرفت عليها، واتفقت معي أن أقابلها في مكان عام لأتعرف عليها، لكني خفت من فعلتي واختلقت الأعذار، لكي تبتعد عني، وبالفعل هذا يحدث الآن، هل علي ذنب في ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أيها الابن الكريم في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُبعدنا عن النفاق وعن صفات أهل النفاق، وأن يُلهمنا جميعًا السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

لا يمكن أن يكون مَن يُصلّي منافقًا، فتعوّذ بالله من شيطانٍ يريد أن يُشوّش عليك، واجتهد دائمًا في أن تُخلص في عملك لله تبارك وتعالى، واعلم أن الاستجابة لله والسجود له والصلاة بين يديه؛ كلُّ ذلك سببٌ للرزق والخير، فأقبل على الله تبارك وتعالى، وابتعد عن الأمور التي لا تُرضي الله، ومنها العادة السيئة المذكورة التي تحاول الابتعاد عنها، وأرجو أن تملك العزيمة والإرادة التي تجعلك تُؤثر ما عند الله تبارك وتعالى، وتتوب إلى الله توبة نصوحًا.

وممَّا يُعينك على التخلص من هذه الممارسة الخاطئة التخلُّص من أسبابها، ومن أسبابها النظر في الغاديات الرائحات، أو الدخول إلى مواقع مشوهة، أو التواصل مع الفتيات، وهذا كلُّه لا ترضاه هذه الشريعة التي شرفنا الله تبارك وتعالى بها.

وأنت لا يُسمح لك أن تتواصل مع أي فتاة بالطريقة المذكورة، ولا يُسمح لك كذلك أن تكذب معها أو مع غيرها، عليها أو على غيرها، فأرجو أن تتوب من مثل هذه الأعمال، ونبشِّرُك بأن التوبة تجُبُّ وتمحو ما قبلها، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإذا كنت تخلصت من هذه العلاقة التي هي في الأصل حرام فأرجو أن يكون في ذلك عظة وعبرة بالنسبة لك، واعلم أن المؤمن لا يُلدغ من الجحر الواحد مرتين.

نوصيك بالدعاء لنفسك، ونوصيك بالاستقامة على هذا الشرع، ونوصيك بالاستفادة من شهر الصيام الذي يُربِّينا على مراقبة الذي لا يغفل ولا ينام سبحانه وتعالى.

تعوَّذ بالله من الشيطان وخالف هذا العدو، فإذا أشعرك أنك منافق فتعوّذ بالله من شرِّه، وازدد من الله قُربًا ولله إخلاصًا في عملك، واعلم أن هذا العدو يحزن إذا تُبنا، ويندم إذا استغفرنا، ويبكي إذا سجدنا لربِّنا تبارك وتعالى.

وإذا كنت قد صمَّمت على الزواج، فأرجو أن تسلك السبل الصحيحة، وتعرض الأمر على الخالات والعمَّات والوالدة والأخوات، ثم عليك أن تأتي البيوت من أبوابها، واعلم أن الإسلام يُبيح لك أن تتعرَّف على أي فتاة لكن بالطرق الشرعية والسؤال عنها، وإتيان البيوت من أبوابها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به، واحرص دائمًا على تجنُّب هذه الأخطاء التي حصلت، فالمؤمن – كما قلنا – لا يُلدغ من الجحر الواحد مرتين، وربّنا غفَّارٌ لمن تاب وآمن وعمل صالحًا، ولكن أيضًا الإنسان الذي يتمادى في المعاصي ويستمر عليها ويعود إليها بين الفينة والفينة فإن هذا الأمر فيه من الخطورة ما لا يخفى، والعظيم يقول: {فليحذر الذين يُخالفون عن أمره أن تُصيبهم فتنة أو يُصيبهم عذابٌ أليم}.

نحن نشكرك ونشكر هذه المشاعر التي دفعتك للكتابة إلينا، وهي دليل على أنك راغبٌ في الخير، ونُبشِّرُك بأنك في شهر الخير، فأقبل على الله تبارك وتعالى، واغتنم هذه الفرصة، فلعلَّها الأخيرة، فالأعمار بيد الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يجعلنا وإياك ممَّن طال عمره وحسن عمله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً