الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلقت بفتاة فتركتها فأصحبت تدعو عليّ

السؤال

السلام عليكم
لو سمحتم أنا كنت أعمل في شركة، وكانت لي زميلة تكبرني بالعمر نحو ال٩ سنوات، ومطلقة
أعجبت فيها، وكان بيننا تواصل على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي يوم صرحت لها عن إعجابي، وأني أنوي خطبتها، ووعدتها بالخطبة.

البنت تمسكت بخطبتي، وبالفعل تقدمت لخطبتها ولكن كنت قد ببنت لها أنني لا أملك القدر الكافي من المال، وأن الفتاة التي أريد الزواج منها عليها أن تتحمل ظروفي، ولكن في هذه المرحلة عند ما أصبح الأمر جدياً أصبحت تفتح لي مواضيع القروض وغيرها.

أنا لا أريد السير في متاهات القروض أبداً، وبدأت أحس أنها غير مطيعة لزوجها من شخصيتها، وكثيرة الجدال، فانسحبت من حياتها، ولكن هي استمرت بالدعاء علي بحجة أنني علقتها بي، وأنني تلاعبت بمشاعرها.

أنا لا أطيق هذا، وفي نفس الوقت أحببتها، ولكن لا أجد أن عقولنا من الممكن أن تدخل علاقة زوجية ناجحة، خصوصاً بعد التعمق في شخصيتها.

أفيدوني لو سمحتم، هل انسحابي كان في محله أم أنه ظلم، وعلي أن أرجع للتقدم للفتاة؟

بوركتم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله تعالى أن يختار لك الزوجة الصالحة التي تسكن إليها نفسُك وتَقَرُّ بها عينُك، واستشارتك – أيها الحبيب – دليل خير فيك واستقامة وخوف من عواقب الأموى، ونسأل الله أن يزيدك صلاحًا وتقىً.

رأيُنا – أيها الحبيب – أنه ما دمت قد رأيت في هذه المرأة ما يُنفِّرُك منها ولا يُرغِّبُك في الزواج منها – خصوصًا مع فارق السِّن الذي بينك وبينها – رأيُنا أن الانسحاب في هذه المرحلة خيرٌ لك وأفضل من أن تُقْدِم على الزواج بها ثم تُفارقها بعد ذلك.

الخطبة وعد بالزواج وليس زواجًا كما هو معلوم للجميع، وفسخ هذه الخطبة ليس فيه ظلم للمخطوبة، لا سيما إذا وُجدت المبررات والمسوِّغات لفسخ هذه الخطبة.

بهذا تعلم – أيها الحبيب – أنه بانسحابك لم تظلمها، ودعاءها عليك دعاء فيه اعتداء، فهو دعاء بغير حق، والله تعالى يقول: {ادعو ربكم تضرُّعًا وخُفية إنه لا يُحبُّ المعتدين}، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (يُستجاب لأحدكم ما لم يدعُ بإثمٍ أو قطيعة رحم).

بهذا تعلم أنه لن يضرّك إن شاء الله دعاؤها عليك، لأنه دعاء بغير حق.

نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً