الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد أن خلعت زوجي ندمت وأصابني القلق، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من خجل ووساوس قديمة، كأن أصرخ أو أفعل أموراً غير طبيعية، أو أضطرب لدرجة الهلع.

تعالجت لمدة خمس سنوات بحبوب لوسترال وسيروسكات وزاناكس، وكانت جيدة، قطعتها قبل زواجي بالتدريج، رغبة في الحمل.

اضطربت نفسيتي مما أدى إلى الطلاق بدون إنجاب، وزادت حالتي سوءاً، ثم تناولت بوصفة انافرانيل، ولكن لاحظت تساقطاً عجيباً بشعري، أوقفتها، وحالتي سيئة، انقطعت عن الناس وكرهت الجميع، وأشعر أن الجميع يكرهني، وساءت علاقتي بوالدي.

فقدت ثقتي بنفسي، وأرغب بالانتحار، وأشعر بالذنب، وأجلد ذاتي دائماً، الآن تقدم لي شاب والجميع أثنى عليه، وهو فرصة، ولكن أخاف من الزواج والناس أشعر بقلق ورهبة، ولا أريد أن يفوتني لرغبتي الشديدة بالأمومة، وتأتيني وساوس شديدة بأنني سأجن، وأؤوذي طفلي أو زوجي، وأرتجف، ولدي رجفة مستمرة بيدي أريد الحل أرجوكم بدواء يمكنني الحمل عليه أنا في جحيم ساعدوني، الانافرانيل لم يناسبني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Zhoor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، ولديك استشارات سابقة تمت الإجابة عليها.

أنا أنصحك بأن لا تفوتي فرصة هذا الزواج، ما دام هذا الشاب يتميز بالصفات المطلوبة، لكن هناك خطوات لا بد من اتخاذها، وأهم هذه الخطوات هي أن تذهبي إلى طبيب نفسي، حالتك تحتاج بالفعل إلى إعادة تقييم، وأن تُوضع لك خطة علاجية جيدة.

أنت تحدثت عن نوبات القلق والتوتر والوسوسة، وهناك تلميح حول الانتحار، وهذا طبعًا يُزعجنا كثيرًا، وأيضًا قولك إنك تخافين إيذاء الطفل، أو أنك ستُصابين بالجنون: هذا أيضًا مزعج، لكن أعتقد أن هذا يأتِي في نطاق الوساوس القهرية، وليس أكثر من ذلك.

طبعًا رغبتك الشديدة في الأمومة هذا أمر إيجابي جدًّا، وهذا يدلُّ على أن كيانك الإنساني الوجداني سليم، فالحمد لله على ذلك.

إذًا الذهاب إلى طبيب نفسي سيكون أمرًا جيدًا بالنسبة لك من أجل التقييم العام، ومن أجل وضع التشخيص النهائي، وكذلك حالتك تحتاج لبعض المقاسات النفسية، تحديد أبعاد شخصيتك، وفي ذات الوقت تحتاجين قطعًا لبعض العلاجات السلوكية المعرفية والتي تقوم على مبدأ: أن تحوّلي أفكارك إلى أفكارٍ إيجابية، وكذلك مشاعرك، وكذلك أفعالك.

هذه هي المتطلبات المطلوبة قبل الإقدام على الزواج، وطبعًا الفكر الوسواسي دائمًا يُحقّر ويُرفض، والإنسان يكون في الجوانب الإيجابية من الحياة، نمط حياتك اجعليه نمطًا إيجابيًّا، من خلال تجنب السهر، والحرص على النوم المبكر، وأداء الصلاة في وقتها، خاصة صلاة الفجر، وممارسة تمارين رياضية، القراءة، الاطلاع، التواصل الاجتماعي المثمر والمفيد...هذه كلها أمور تؤدي إلى استقرار الشخصية، وفي ذات الوقت ستساعدك -إن شاء الله تعالى- على زواج مستقر وناجح وطيب.

العلاج الدوائي: أنا أعتقد أن عقار (سيبرالكس) والذي يُسمَّى علميًا (اسيتالوبرام) سيكون هو الأنسب لحالتك في هذه المرحلة، حيث إنه دواء سليم، ويُعالج القلق والتوتر والخوف، وكذلك الاكتئاب.

أرجو أن تتواصلي مع الطبيب النفسي، وبعد ذلك يمكنك أن تتواصلي معي.

وللفائدة راجعي هذه الروابط: (2396489 - 2235846 - 2136740 - 2411187).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً