الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوتر وتقلب المزاج ما أسبابه وعلاجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفق القائمين على هذه الشبكة وأن يرفع قدرهم في الدنيا والآخرة وأن يحفظهم من كل شر ومكروه، آمين.
تتلخص حالتي بالآتي:

متقلب المزاج، سريع الغضب بحيث أن أي قرار اتخذته أثناء ذلك الوقت قد كلفني الكثير من الأمور التي لا تحمد عقباها، سريع الكلام، متردد في اتخاذ القرار، لا أحب المسئولية، أي مشكلة أقع فيها أو تحدث لي يبدأ تنتابني الأفكار السيئة والأسوأ لا أقدر أن أدافع عن نفسي بل أتلعثم في الكلام وأنسى ما أريد الحديث عنه للدفاع به عن نفسي، دائماً ما أحمل في نفسي هماً إذا دعيت إلى أي مناسبة، نظرة التشاؤم أكثر من نظرة التفاؤل.

تأتيني حالات في كثير من الأوقات بعدم الإحساس بلذة الحياة وطعمها الحلو، أحب أن يعاملني الناس بمثل ما أعاملهم من تقديرهم وعدم الإساءة لهم، أحب الدقة في الوقت وأغضب قليلاً وأتضايق ممن يتخلف عن وقت سبق أن قمت بتحديده معه.

إذا دخلت على رؤسائي وخاصة الكبار منهم والذي نادراً ما أدخل عليهم ينتابني شعور الخوف والرهبة، وقد أتخبط في الإجابة أو الرد والتلعثم عن ما يطلبوه مني مع العلم أن لدي المعلومة، سريع النسيان ضعيف التركيز جداً، أحمل الأمور أكثر مما تحتمل، وفي النهاية أرجو أن أعرف ما هو تشخيص حالتي؟ هل هي شخصية قلقة أو متوترة؟ أم ماذا؟ وهل لكل جزئية مما ذكرته عن شخصيتي لها علاج خاص أم هناك علاج؟ علماً أنه سبق أن استخدمت البروزاك والسيروكسات الجديد وسبيرالكس والافكسور القديم والجديد، لكن لا أحس بفائدة منها باستثناء الافكسور القديم من حيث أنه يحد من عصبيتي الزائدة نوعاً ما، وكل ما ذكرته من أدوية صرفت من قبل دكتور نفساني وفي النهاية أوصاني بعلاج اسمه الفافرين وقد اشتريته لكن لم أستخدمه حتى ترد إجابتكم الموقرة.

علماً أن حياتي الزوجية والعائلية والمالية والصحية بأفضل حال ولله الحمد، أحاول أن أتقي الله في جميع أعمالي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/خالد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

جزاك الله خيراً على سؤالك، وكذلك على دعائك الطيب لنا، ونسأل الله لنا ولك العفو والعافية في الدنيا والآخرة.

أخي الكريم، الذي تُعاني منه في مجمله يتمركز حول شخصيتك، فأنت كما ذكرت سريع الإثارة والتوتر، ولكن الشيء الذي يغلب على شخصيتك هو تقلب المزاج، وهذا النوع من الشخصية معروف.

وحقيقةً من أفضل الطرق أن يقلل الإنسان من هذه التقلبات المزاجية، بمعنى أن يحاول أن لا يكتم وأن يفرغ عن نفسه دائماً، وأن يحاول أن يتخذ القرارات في الأوقات التي يكون فيها مزاجه طيباً، وأن لا يستعجل مطلقاً في اتخاذ القرارات حين يكون في لحظة التوتر والقلق، وربما تقول لي: إن هذا الأمر سهل من الناحية النظرية ولكن صعب من الناحية التطبيقية، وأود أن أؤكد لك أنه ليس من الصعب مطلقاً من الناحية التطبيقية إذا وضعه الإنسان دائماً في تفكيره، وجعله نمطاً لحياته، بمعنى أن أتخذ قراراتي حين أكون مسترخياً، وأن أفرغ عن ذاتي دائماً، وهذا هو المطلوب في مثل هذه الحالة.

الأدوية العلاجية مهمة جداً، وقد لاحظت أنك قد أعطيت بعض الأدوية الجيدة، ولكن أرى أنك في حاجةٍ ماسة إلى أحد الأدوية المثبتة للمزاج بجانب الأدوية التي تناولتها، وربما يكون الدواء الجيد هو تجرتول، أرجو أن تتناوله بجرعة 200 مليجرام ليلاً لمدة أسبوع، ثم ترفعه إلى 200 مليجرام صباح ومساء، وتستمر عليه لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى 200 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم يمكنك أن تتوقف عنه، وبجانب التجرتول لا مانع أبداً أن تأخذ الفافرين، وأنت قد اشتريته وهو موجود لديك الآن، فابدأ في تناوله بجرعة 50 مليجرام، ولابد أن تتناوله بعد الطعام، وتستمر على جرعة الـ50 مليجرام لمدة أسبوعين، ثم ترفعها إلى 100 مليجرام، وأقل مدة للعلاج أراها في حالتك هي تسعة أشهر بالنسبة للفافرين، استمر عليه، وبعد أن تكتمل التسعة أشهر يمكنك أن تخفضه إلى 50 مليجرام لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عنه.

لا أريد أن أكثر عليك الأدوية، ولكن هنالك دواء آخر يُعرف باسم فلونكسول سيكون من الجميل جداً لو أخذت منه أيضاً حبة وهي من عيار نصف مليجرام، في الصباح، فهو دواءٌ استرخائي وجيد، ويعمل بصورةٍ فعالة خاصةً حين نعطيه مع الفافرين والتجرتول.
يمكنك أن تأخذ الفلونكسول لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم تتوقف عنه .

الحمد لله أنت لديك أشياء إيجابية كثيرة في حياتك، خاصةً الحياة الزوجية والأسرية المستقرة، وقد أنعم الله عليك برزقٍ طيب وصحة جيدةً، وهذه أيضاً لابد أن تجعل تفكيرك أكثر إيجابية، ويعرف أن التفكير الإيجابي يدعم الصحة النفسية، ويقلل من القلق والتوتر ونوبات الاكتئاب .

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً