الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تصرفات أخي المراهق طفولية وتفتقر للوعي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أخي عمره 14 سنة، ومع هذا تصرفاته طفولية، وتفتقر للوعي، علاوة على ذلك فهو لا يذهب للمسجد إن لم آمره، وأذهب معه مرارًا، وإذا طلبت منه قراءة القرآن يتذمر هو وأخوه -13 سنة-، ويكونان طيلة اليوم على التلفاز وألعاب الفيديو، ودائمًا ما يقولون إنهم يشعرون بالملل.

وإذا قلت لهم اذهبوا لقراءة القرآن أو عمل شيء مفيد لا يكترثون لي، وأخي ذو الـ 14 كلما رأى حلوى جديدة في البقالة يصِرُّ على شرائها وتجربة جميع النكهات، وإذا جلسنا للغداء يقول: يا ترى ماذا يأكل الوزراء والملوك؟ وفي يوم عرفة أفطر بحجة أنه لم يتعش جيدًّا، وهو دائم الإلحاح علينا بأن نشتري له هاتفًا ذكيًا، ولكني لا أرى فيه من المسؤولية شيئًا.

وإذا رفضنا يقول عبارات تغيظني جدًّا: (مهما سهرت الليالي لن أحصل عليه - أنتم ليس لكم قدرة مادية) علمًا أن أبي مغترب، وأوضاعنا جيدة والحمد لله، لكنه لا يشكر الله على ما آتاه، ويرى أن أوضاعنا سيئة - هداه الله - وإذا طلبت منه أمي الذهاب إلى البقالة يتذمَّر ولا يذهب من فوره.

هو فتًى ممتاز في المدرسة، حتى أنه أحرز المركز الثاني، ولكنه يُنكر جهود المعلمين، وإذا أخطأ في اختبار يقول كله بسبب الأستاذ، وكذلك معاملته لأختي التي تسهر معه الليالي وتترك دراستها، وعندما نجح الآن في المرحلة الأساسية أحضرت له ساعة ونوتات وقلم، ولكنها لم تعطها له؛ لأنها قالت: إن الهدية لم تكتمل، ولكنه تسلل وفتحها، وذهب يقول لأمي: ماذا أفعل بساعة وورق وقلم، لماذا لم تحضر ساعة اللمس، بدل أن يشكرها؟!

أنا أخاف على إخواني كثيرًا، وأنا عصبية نوعًا ما، وسريعة الغضب والانفعال.

جزاكم الله خيرًا على ما تقدمونه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك التواصل والاهتمام بأمر شقيقك، ونسأل الله أن يهديه لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

لا شك أن هذا الابن يمرُّ بمرحلة عمريّة تحتاجُ منكم إلى مزيد من التعاون، وأرجو أن يكون دور الوالد كبيرًا، والنصح والتوجيه له، كما نتمنَّى أن تكون متابعة الوالد له وإن كان بعيدًا، لأن هذا من الأهمية بمكان، فهو يحتاج إلى أن يشعر بهذا الاهتمام، وأرجو أن تستخدموا معه طريقة الحوار، وتُذكّروه بنعم الله تبارك وتعالى.

كما أرجو أن تكون الوالدة حاسمة في بعض الأمور التي لا يحقّ ولا يجوز التساهل فيها، مثل الذهاب للصلوات وطاعة رب الأرض والسماوات.

وأحبُّ أن أؤكد أيضًا أن هذا الطالب المتفوق (شقيقك هذا) ينبغي أن يجد المدح والثناء على ما فيه من الإيجابيات، فإن تسليط الأضواء على إيجابياته ممَّا يُعينه على التخلُّص من السلبيات.

كما أرجو أيضًا أن يكون هناك تعاون بين أفراد الأسرة فيعملون في اتجاه واحد، فلا يُعطى تعليمات مختلفة، وإنما نتفق على التوجيهات.

وأيضًا أرجو أن تُصادقيه وتكوني قريبة منه، وتُحاولي أن تُعزّزي ما عنده من الإيجابيات، ومن المهم جدًّا شغله وشقيقه بالأمور التي فيها طاعة لله تبارك وتعالى.

وأيضًا مكافأة النجاح من المهم جدًّا أن تكون مناسبة له، ومسألة عدم شُكر الله تبارك وتعالى مسألة يحتاجُ فيها إلى التذكير، والإنسان مُطالبٌ أن ينظر إلى مَن هم أقلَّ منه في كل أمور الدُّنيا، حتى لا يزْدَرِي نعم الله عليه.

نسأل الله أن يُصلحه، ونسأل الله أن يُعينكم على الخير، ونُكرِّر لك الشكر على التواصل مع الموقع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً