الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدواء النفسي سبب لي الإسهال، فما تعليقكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أعزب عمري 25 سنة، مشكلتي بدأت منذ خمس سنوات عندما وصف لي طبيب دواء laroxyl 25 mg لمدة ٣ شهور لتقليل القلق والتوتر، بسبب مشاكل وضغوط نفسية كنت أعاني منها تلك الفترة، وعندما بدأت بأخذ الدواء أصبح لدي إسهال مزمن، وعندما تركت الدواء تحت إشراف الطبيب ما زال الإسهال مستمرا.

ذهبت لطبيب الهضمية وطلب مني ما يقارب 45 تحليلا، وتنظيرا للقولون وللمعدة -والحمد لله- كل نتائجها كانت سليمة، إلا أنه ما زال الإسهال مستمرا.

جربت كافة الأدوية التي وصفها لي الطبيب للعلاج، وجربت العلاجات العشبية والدوائية دون فائدة، حتى أنني غيرت نظام طعامي لكن دون جدوى، وذهبت لشيوخ قراء وعملت الرقية الشرعية، ومارست الرياضة والاسترخاء دون جدوى.

ذهبت لطبيب نفسي وصف لي lustral 50 mg و zestat 15 mg و anafranil 25 دون فائدة، واستمررت في العلاج لمدة 4 سنوات دون فائدة، حتى فقدت رغبتي الجنسية، وأصبحت أعاني من ضعف الانتصاب بشكل كبير خلال 5 سنوات، وأصبحت غير قادر على الزواج.

منذ سنة توقفت عن كافة العلاجات تحت إشراف الطبيب، ولكن ما زال الإسهال مستمرا، وضعف الرغبة الجنسية أيضا حتى هذه اللحظة.

أصبح لدي خوف من التجمعات أو زيارات الأقارب، وضعف لدي استيعاب الكلام والقدرة على الإدراك، وتأتيني نوبات هلع عندما أكون في مكان فيه تجمعات، لدرجة أنني اعتزلت العالم، وأبقى دائما في المنزل.

أتمنى أن لا أكون قد أطلت عليكم، وتقبلوا استشارتي بصدر رحب، ولكم كل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقع استشارات الشبكة الإسلامية.

كثيرًا ما تكون الأدوية النفسية ليست هي خط العلاج الجوهري أو الأساسي لكثير من الحالات، وبكل أسف الكثير من الناس يعتمدون على الدواء فقط.

أنت ذكرت أن حالتك لم تستجب للدواء، وحدثت لك بعض الأضرار، فمثلاً عقار (لاروكسيل laroxyl) وهو الـ (أميتريبتيلين Amitriptyline) سبَّب لك إسهالا، وهذا شيء مستغرب جدًّا، لأن هذا الدواء من مضادات القلق والاكتئاب ثلاثية الحلقات، وهو دواء قديم ومعروف وسليم جدًّا، ولا أعتقد أن هنالك علاقة بينه وبين الإسهال مع احترامي الشديد لما ذكرتَه.

وأنت حتى بعد أن توقفت عن الأدوية الأخرى -وهي: الـ (أنفرانيل anafranil) والـ (لوسترال lustral) والـ (زيستات Zestat)- لا زال الإسهال مستمرًا معك.

أعتقد أن المفروض أن تذهب وتقابل طبيبًا مختصًا في الجهاز الهضمي، ربما تحتاج لتنظير القولون، وربما أخذ عيِّنة من جدار القولون للتأكد من سبب هذا الإسهال. هذه الفحوصات ليست صعبة أبدًا، لكن أنا حقيقة لا أرى أن الأدوية التي تناولتها هي السبب في الإسهال، ولا أرى أيضًا أن الحالة النفسية هي السبب في الإسهال، لأنه إسهال مستمر. نعم القلق والتوتر قد يُؤدي إلى شيء من اضطرابات القولون العصبي، وقد ينتج عن هذا إسهال في بعض الأحيان، لكن لا يكون أبدًا مستمرًّا.

فإذًا هذا بالنسبة لموضوع الإسهال وكيفية التعامل معه، مقابلة طبيب الجهاز الهضمي أراها ضرورية.

بعد ذلك يجب ألَّا تترك نفسك دون علاج، العلاج السلوكي النفسي مفيد جدًّا:

• أن تنظم وقتك.

• أن تمارس الرياضة.

• أن تتجنب السهر.

• أن تتجنب النوم بالنهار.

• أن يكون لك تواصل اجتماعي إيجابي.

• أن تمارس بعض التمارين الاسترخائية.

• أن تجتهد في عملك.

• أن تجتهد في العبادات.

• أن تصل رحمك.

• أن تكون شخصًا فعَّالاً في أسرتك.

هذه الأمور كلها علاجات رئيسية وأساسية جدًّا، من خلال هذه الممارسات الإيجابية سوف تتقلّص كل المشاعر السلبية، وتنتهي تمامًا، ويمكن أن تكتفي بدواء واحد مثل الـ (إفيكسور Efexor) مثلاً والذي يُعرف (فينلافاكسين Venlafaxine)، دواء رائع جدًّا لتحسين المزاج، وهو سليم، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة، تبدأ بـ 37,5 مليجرام يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها 75 مليجرامًا يوميًا، وتستمر عليها مثلاً لمدة ستة أشهر، وخلال هذه المدة طبعًا تكون تحت مراقبة ومتابعة الطبيب النفسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً