الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب الإسهال المزمن، والعلاج المناسب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل الشكر لهذا الموقع الرائع، ولجهودكم العظيمة.

أنا فتاة عمري 23 سنة، وأعاني منذ ثلاث سنوات من إسهالٍ مزمن؛ أدى إلى نقص كبير في وزني؛ حيث انخفض من 68 كغ إلى 49 كغ حاليًا، ذهبت إلى أفضل وأمهر سبعة أطباء في بلدي، وأجريت تنظيرًا للقولون والمعدة، وقمت بكافة التحاليل اللازمة، من: تحاليل الغدد، والدم، والهرمونات، وآلاف الفحوصات للأمراض المعروفة وغير المعروفة.

بعض الأطباء قال: إن ما أعانيه هو قولون عصبي، بينما قال آخرون: إن القولون العصبي لا يسبب نقصًا في الوزن، فأصبحت حائرة في أمرهم، وتأقلمت نوعًا ما مع الإسهال -والذي قد يصل إلى 7 مرات يوميًا أحيانًا-، ولكن ما يزعجني الآن هو استمرار نقصان الوزن.

سؤالي: هل هناك دواء أو نوع من الطعام، يمكن أن يمتصه جسمي ويعوض النقص في وزني، أو على الأقل يوقف هذا النقص؟ نفسيتي متعبة جدًا، وأنا مقبلة على الزواج، وأتخيل وضعي بعد سنتين، هل سأكون هيكلًا عظميًا متحركًا، أم ماذا؟

أجيبوني فضلًا، وشفى الله كل أحبائكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهناك أسباب عديدة للإسهال المزمن، الذي يستمر لأكثر من أربعة أسابيع، وأنا متأكد من أن جميع هذه الأسباب، أو معظمها، قد تم استبعادها من خلال التحاليل التي أُجريت لك، سواء عن طريق المنظار، أو تحليل البراز، ويمكننا استعراض هذه الأسباب ثم مناقشتها.

- الأمراض المسببة للبكتيريا والفيروسات والطفيليات.
- الأدوية: فهناك عدة أنواع من الأدوية، والتي يمكن أن تسبب الإسهال، دون أن ينتبه إليها المريض، ومنها المضادات الحيوية نفسها.
- التهابات القولون، ومرض كروهن.
- زيادة نشاط الغدة الدرقية، والسكري.
- الحساسية من بعض الأطعمة.
- بعض المواد التي تضاف للأطعمة، قد تسبب الإسهال (Food additives).
- سوء الامتصاص.
- القولون العصبي.
- مرض نقص المناعة المكتسبة.

لذا يجب أن نسترجع كل الأسباب، ونحاول أن نجد أي واحد من هذه الأسباب، يمكن أن يكون هو السبب عندك، وهناك تحاليل خاصة، منها:
- زرع البراز، وتحليل البراز للدهون وللبكتيريا والطفيليات.
- منظار للاثني عشر، وتحليل عينة من المنطقة لطفيليات Giardia.
- منظار للقولون وأخذ عينة منه.

وإذا استعرضنا الأسباب التي يمكن أن تسبب الإسهال المزمن ببعض التفاصيل:
- القولون العصبي: وهو أحد أكثر الأسباب شيوعًا للإسهال المزمن، ويُسبب ألمًا وتقلصات في البطن وانتفاخًا، وهناك أمور مهمة يجب الانتباه لها: فالقولون العصبي لا يسبب إسهالًا في الليل أثناء النوم، ولا يؤدي إلى نقص في الوزن، ولا يُسبب وجود دم في البراز، وكثيرًا ما تزداد نوبات الإسهال مع الحالة النفسية، أو بعد تناول أنواع معينة من الأطعمة، وتختلف هذه الأطعمة من شخص لآخر، ويستطيع المريض مع الوقت التعرف على ما يثير الأعراض لديه.

لذا، إن كان هناك إسهال ليلي يوقظك من النوم، فعلى الأرجح أن السبب ليس القولون العصبي، وفي بعض الحالات يكون نقص الوزن ناتجًا عن الاكتئاب المرافق للقولون العصبي، وليس بسببه مباشرة، ولذلك نلجأ في كثير من الأحيان إلى استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب، والتي تُفيد -بإذن الله-.

- التهابات القولون؛ وهي تسبب آلامًا وتقرحات في القولون، ودمًا ومخاطاً في البراز، وفي معظم الأحوال يتم التشخيص بالمنظار.

- أمراض الغدد الصماء، كما ذكرنا منها: السكري، وزيادة نشاط الغدة الدرقية، ولا بد وأن هذه التحاليل قد أجريت لك، فهذه الأسباب لا تغيب عن طبيب مختص بالجهاز الهضمي.

- حساسية الأطعمة، وقد تسبب إسهالاً مزمنًا.

ومن بين هذه الأسباب مرض يُسمى المرض الزلاقي (Celiac Disease)، وينتج عن عدم تحمّل مادة الغلوتين الموجودة في القمح ومشتقاته، وهذا المرض قد يسبب نقصًا في الوزن، ويمكن تشخيصه من خلال إجراء تحاليل خاصة، لبعض أنواع الأجسام المضادة في الدم، وإذا أظهرت النتائج وجود هذه الأجسام المضادة، فإن الخطوة التالية تكون بأخذ عينة من الغشاء المخاطي للقسم العلوي من الأمعاء، وذلك عن طريق منظار المعدة.

- الأدوية: ويجب مراجعة كل الأدوية التي تتناولينها مع الطبيب، حتى الأدوية التي تتناولينها بنفسك دون علم الطبيب، وهذا مهم جدًا، فقد تكون هي السبب، ومنها مضادات الحموضة، والمضادات الحيوية.

قد لا نستطيع من خلال الرد على رسالتك هذه الوصول للتشخيص، إلا أنه مهم جدًا بالنسبة لك ملاحظة الأمور التي شرحتها لك، حتى تعرفي وتراقبي متى تزيد الأعراض، ومع أي نوع من الأطعمة، أو الوضع النفسي.

أما العلاج: -فكما تعلمين- فهو علاج السبب، وقد يكون العلاج سهلًا إن كان السبب نوعًا معينًا من الأطعمة، أو دواء معينًا، وعند بعض المرضى يكون الحليب ومشتقاته هو السبب، وفي حال عدم وجود أي سبب، وهناك أعراض للقولون العصبي فيكون العلاج بمضادات التقلص مثل: Duspataline.

- ومن الأدوية التي قد تساعد في هذه الحالة:
الأدوية المضادة للاكتئاب، والتي تُستخدم في بعض الحالات، خصوصًا إذا كان هناك مكوّن نفسي واضح، ففي كندا يتم تناول هذه الأدوية تحت إشراف الطبيب المختص.
الأدوية المضادة للإسهال، مثل:
- لوبراميد (Loperamide)، ويُعرف تجاريًا باسم Imodium.
- ديفينوكسيلات (Diphenoxylate)، ويُعرف تجاريًا باسم Lomotil.
- البزموت (Bismuth)، ويُستخدم في بعض المستحضرات، مثل: Kaopectate و Pepto-Bismol.
- يمكن تناول بعض مركبات الأغذية، مثل: Ensure وهو Nutrient-fortified shake وهو يعطي سعرات حرارية جيدة، ويحتوي على العديد من المواد المفيدة للجسم في حالات نقص التغذية كما هو عندك.

أرى أن تستمري بالمتابعة مع أخصائي بأمراض الجهاز الهضمي، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً