الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت شابا عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولم أره!!

السؤال

السلام عليكم.

أنا عمري 14 سنة، وتعرفت على شاب عمره 18سنة، ولم أره أبدًا نتكلم فقط في مواقع التواصل الاجتماعي، وأنا أحبه، وهو كذلك رغم كبره سناً، فنحن نحب بعضنا البعض، ولكن لا أعرف حكم الإسلام في هذا، ولا أستطيع الابتعاد عنه، ما المعمول؟ وأهلي لا يعرفون بهذا الأمر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك بنتنا في الموقع، ونشكر لك التواصل والاهتمام، ونحن لك في مقام الآباء والأمهات، ولا نرضى لك ما لا نرضاه لبناتنا، ونسأل الله أن يحفظك وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

أرجو أن تعلمي – بنتنا الفاضلة – أن هذا الذي يحدث لا يمكن أن يكون مقبولاً من الناحية الشرعية، وليس فيه أي مصلحة لك من الناحية الاجتماعية، أو بما يتعلَّقُ بمستقبلك الدراسي أو مستقبلك الأسري، وإذا كان هذا الشاب صادقًا فيما يقوله فعليه، أولاً أن يأتي بأهله ليطرق باب أهلك، فالإسلام لا يُجيز أي نوع من التواصل بالطريقة المذكورة إلَّا إذا كان هناك غطاء شرعي، بمعنى أن تكون هناك خطبة رسمية، وحتى بعد أن تحصل الخطبة لا بد أن يكون نوع الكلام مقبولاً شرعًّا، فلا يجوز للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا التوسُّع معها في الكلام.

وإذا كان الأمر الآن مجرد كلام، ولم تحصل خطوبة فإننا نريد أن نقول: الكلام يجرُّ إلى ما بعده، والدليل هو هذا الإصرار على أنك لا تستطيعين الابتعاد عنه، ونكرر: رغم صعوبة الابتعاد إلَّا أن الخيار الآخر هو الأسوأ، فما تتحمّلينه من جرَّاء الابتعاد أخفّ وأهون ملايين المرات من جريرة الاستمرار في التواصل مع الشاب.

أكرِّر: هذا سيشوش على حياتك الاجتماعية والتعليمية والأسرية مستقبلاً، والأخطر من هذا أنه معصية لربِّ البريّة.

فأرجو أن تتوقفي فورًا، وإذا كان الشاب صادقًا فعليه أن يُرسل أُمَّه، يُرسل أهله، يطرقُوا باب أهلك، ويطلبوا يدك لابنهم رسميًّا، وبعد ذلك إذا حصل التوافق فلا مانع من تطوير هذه العلاقة لتُصبح في غطاء شرعي وتحت سمع وبصر الجميع.

إذًا الابتعاد ثم الابتعاد، والتوبة إلى الله تبارك وتعالى ممَّا حصل من تقصير، والشاب عليه إذا أرادك أن يأتي إلى دارك من الباب ويُقابل أهلك الأحباب، ويطلبك على كتاب الله وعلى سُنّة النبي عليه صلاة الله وسلامه.

واعلمي أن هذه المشاعر في هذه السِّن مشاعر عارضة وغير ثابتة، فأنت بحاجة إلى أن تنظري، وأهلك بحاجة إلى أن يسألوا عن الشاب، ويسألوا عن أسرته، وأن يتعرّفوا على إمكانية الارتباط به، قبل أن يحدث هذا التطور أو الانجراف العاطفي، واعلمي أن الحب الحلال يبدأ بطرق الأبواب وطلب الحلال (الزواج) من أوليائك.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً