الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التوفيق بين الدعوة إلى الله وبين حق الأسرة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نرجو إفادتنا حول شخص انضم لإحدى المؤسسات الخيرية الدعوية، وتطوع للقيام بكثير من الأعمال في هذه المؤسسة، منها التجهيز للمحاضرات والندوات والدورات والإشراف على المطبوعات؛ مما نتج عنه إهماله بشكل كبير لبيته وزوجته وأبنائه بحيث يقضي جل وقته بين عمله الأساسي وعمله في هذه المؤسسة الخيرية، الأمر الذي أدى إلى نشوء الكثير من المشاكل الأسرية.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Freeways حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله العظيم أن يلهمكم السداد والرشاد، وأن ينفع بكم جميعاً بلاده والعباد، وأن يُعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.

فإن الدعوة إلى الله هي أفضل المهام، وخير ما استعملت فيه الأعمار والأيام، وخير الناس أنفعهم للناس، ومقدار كل امرئ ما قد كان يحسنه، وكلنا مطالب بخدمة إخوانه وبنشر الإسلام ونصره.

لكن هذا الدين العظيم يطلب من اتباعه أن يوازنوا بين الحقوق والواجبات؛ حتى لا يطغى جانبٌ على آخر، ولذلك كان التوجيه النبوي: (إن لربك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً، ولزورك عليك حقاً، فأعط كل ذي حقٍ حقه).

وإذا انشغل راعي الأسرة بأمور الدعوة ومصالح الأمة فمن واجبنا أن نعاونه، وأن نقبل منه القليل ونحسب الأجر عند الله، ومن واجبه هو أن يلبي حاجة أهله ويسعى في راحتهم، ويصون حقوقهم، ويأخذ بيد جاهلهم، ويتذكر أن الذي أمره بالدعوة هو الذي أمره برعاية أهله، فقال سبحانه: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ))[التحريم:6]، وقال صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول)، وقال صلى الله عليه وسلم: (كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته).

مع ضرورة أن نعرف أننا جميعاً مسئولون عن خدمة الإسلام الذي ما كان ليصل إلينا لولا جهاد السلف الأبرار بعد توفيق الكريم الغفار، ومن هنا فلابد لكل رجل وامرأة ممن رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً أن يجتهد في خدمة الدين، ومعاونه المحتاجين، وكلنا في ثغرة من ثغور الإسلام، فعلينا أن نحذر من أن يؤتى الإسلام من قِبلنا، ويخطئ كل من يظن أن مسئولية نصر الإسلام ونشره على العلماء وحدهم أو على الحكام وحدهم، ويخطئ أيضاً من يريد أن يُعطي الإسلام والدعوة فضول الأوقات، بل ينبغي أن يكون همنا في الليل والنهار والسر والإعلان خدمة الإسلام ورفع راية القرآن، وأرجو أن ترخص أموالنا وأنفسنا في سبيل هذا الدين الذي شرفنا الله به.

وإذا كان أهل الباطل يتعبون ويضحون من أجل نشر باطلهم، فأين جهدنا وعملنا أجل نصره الحق الذي شرفنا به ربنا؟

فإذا قرأتم هذه الأسطر، ففكروا جميعاً في طريقة تخدمون بها دينكم، وانتظروا الخير من الرحيم الرحمن.

ونسأل الله أن يشرفنا جميعاً بخدمة دينه واتباع رسوله.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً