الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يشرب السجائر، كيف أتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوجة منذ 8 أشهر، والآن -ولله الحمد- حامل بطفلي الأول، وأنا بعمر 25 سنة، وزوجي أكبر مني بسنة واحدة، والحمد لله، بيننا تفاهم وحب، وهو أيضاً، قريبي من نفس عائلتي، وكنت أعرفه جيداً قبل الزواج.

زوجي أصدقاؤه جميعاً يشربون سجائر وأنواعا أخرى منها، وقد اكتشفت مرة قبل الزواج أنه كان يشرب (سجاير) وأخذت منه موقفاً، وقال: غلطة، وكنت أجرب مع أصحابي. ووعدني بعدم التكرار مرة أخرى.

ثم اكتشفت أن زوجي شرب مرة أخرى مع أصدقائه، وهو كاتب لصديقه في رسالة، وأنا رأيتها، ولا أعرف ماذا أعمل؟

أرجوكم أفيدوني، كيف أتصرف مع زوجي؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمه الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يكتب لك السعادة والاستقرار.

أرجو بداية أن تحافظي على استقرارك النفسي لوجود هذا الجنين في بطنك، لأنه يتضرر جدًّا بأي توترات يمكن أن تحدث، وما حصل من زوجك قطعًا لا يُرضي الله تبارك وتعالى، ولكن نحن أيضًا لا نُؤيد فكرة التنبيش والتفتيش، ولكن ندعوك دائمًا إلى تذكيره بالله تبارك وتعالى، وإلى دعوته بالمحافظة على صحته، ودعوته بالمحافظة على كل ما يمكن أن يجلب له الخير، والابتعاد عن كل ما يمكن أن يجلب له السوء، خاصة وهو يستقبل طفلاً جديداً يتضرر جدًّا من مثل هذه الأمور.

بيّني له أنك حريصة على أن يكون زوجك كما عرفتِه بعيدًا عن رفقة السوء، بعيدًا عن كل مخالفة شرعية صغرت أم كبُرت، لأن الطبيب إذا عرف المرض لا يُعيد الفحص، ولكن يبدأ مسيرة العلاج.

استمري في العلاج، وأكدي على الأشياء المتفق عليها سابقًا، وينبغي أن تُظهري أنك لا تعرفين شيئًا، حتى لا تكسري حاجز الحياء، حتى لا يعرف أنك وصلت إلى شيءٍ وتتكلمين بناء عليه، لكن اجعلي نصائحك نصائح عامّة، واستمري في النصح، واحرصي دائمًا على إبعاده عن رفقة السوء، وشجّعيه على أن يكون مُطيعًا لله تبارك وتعالى، وحافظي - كما قلنا - على الاستقرار والهدوء، واربطيه بهذا الطفل الذي سيستقبله إن شاء الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يُفرحكم، وأن يُسعدكم، وأن يُصلح لنا ولكم النية والذرية.

أكرر دعوتي لك إلى الحرص على التناصح في الأمور الأساسية، فإن المحافظة على الصلاة، المحافظة على تلاوة القرآن، المحافظة على الأذكار، ونحن على أبواب شهر الصيام، كلُّ ذلك برنامج عظيم جدًّا لمساعدته على التعافي من السجائر ومن غيرها، قلَّتْ أم كثُرتْ، ونسأل الله أن يُعيننا على الخير، وندعوك دائمًا إلى أن تجعلي همّك أن يكون الزوج الصالح وأن تكوني في رضا الله تبارك وتعالى.

لا تجعلي هذا الأمر للدنيا، ولكن أخلصي في نيتك، واستبشري بقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يُبشّر مَن يدعو إنساناً إلى الله تبارك وتعالى، بأن الله يكتب له مثل أجره ومثل ثوابه: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حُمر النعم) فكيف إذا كانت مَن تريد أن تدعوه إلى الله وتنصحه هو الزوج وهو أبو هذا الطفل، وهو هذا القريب الذي تعرفينه منذ مدة، وهذا من أنجح الزيجات، أن يكون الإنسان على معرفة بالزوج وحياته، فلا تتركي ما عندك من المعرفة والصفات الإيجابية فيه وتُركّزي على هذا الجانب السلبي، بل اجعلي الإيجابيات المعروفة عنه مدخلاً إلى إصلاح ما عنده من الخلل والنقص.

نسأل الله لنا ولك وله التوفيق والثبات والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات