الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني أعراض جسدية ونفسية مزعجة.. كيف أرجع لحياتي الطبيعية؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 29 سنة، منذ سنة ونصف بدأت لدي أعراض عندما أخلد إلى النوم متمثلة في قلق مزعج في الصدر وإحساس بالاختناق والاستيقاظ المتكرر جدا خلال النوم، ذهبت لطبيب باطنية وعملت تحاليل دم وصورة للرئة وتخطيط قلب كل شيء سليم.

منذ تقريبا خمسة أشهر أصبت بنوبة هلع شديدة، ومنذ ذلك الحين تغيرت حياتي، أصبحت أخاف من الخروج أو الذهاب لأماكن بعيدة خوفا من أن تأتيني نوبة هلع أخرى، وأغلب الأوقات لدي دوخة خفيفة وتزداد الحالة عند الخروج من المنزل ومقابلة الناس، ذهبت لطبيب نفسي منذ خمسة أشهر، وصف لي زولوفت 50mg و seresta 10 مج تحسنت لفترة ورجعت الأعراض، فزاد الجرعة من زولوفت 100mg لم أستفد، فغير لي الدواء لديروكسات 20 mg، أيضا تحسنت لفترة عشرة أيام، ثم عادت الأعراض، أنا الآن آخذ ديروكسات 30mg وسيريستا 10mg حبة في الليل.

أرجو المساعدة والإفادة، أريد أن أرجع لحياتي الطبيعية.

مع العلم أن الأعراض الليلة عند النوم ما زالت تأتيني بشكل يومي أيضا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Zoubaeir حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أخي الكريم: قلق المخاوف كثير جدًّا ومنتشر حقيقة، وأعراض القلق والانزعاج في الصدر والإحساس بالاختناق ناتجة حقيقة من التوترات العضلية التي تُصاحب التوتر النفسي، حيث إن التوتر النفسي هو المكوّن الرئيسي في القلق، والتوتر النفسي نفسه يُؤدي إلى قلق المخاوف، ومن الواضح - كما تفضلتَ أخي الكريم - أنك أُصبتَ بقلق المخاوف في شكل نوبات هرعٍ وهلع، وربما يكون أتاك شيء أيضًا من الخوف الاجتماعي البسيط، أو ما نسميه بـ (رهاب الساحة).

الحالة - أخي الكريم - بسيطة جدًّا، ويجب أن تسعى لإعمال الفكر الإيجابي، أن تُحقّر الخوف، وأن تعطي نفسك دائمًا رسائل مطمئنة، وأن تتجاوز هذا القلق وهذا الخوف بأن تحسن إدارة وقتك، وتكون لك أنشطة كثيرة ومتعددة، ومن أهم الأشياء أن تتجنّب السهر، وأن تبدأ يومك بعد صلاة الفجر، وأن تمارس رياضة، وأن تمارس تمارين استرخائية، وأن تحرص - يا أخي - على واجباتك الاجتماعية، وواجباتك الدينية، وأن تحرص دائمًا على أن يكون لك وجود في أسرتك وفعالية، وأن تسعى دائمًا أن تكون مفيدًا لنفسك ولغيرك.

هذه الأمور - أخي الكريم - ترتقي بصحتك النفسية، وتجعلك تُحوّل القلق النفسي المحتقن إلى قلق نفسي إيجابي، قلق نفسي مُنتج، وتطبيق تمارين الاسترخاء بصورة صحيحة سوف يفيدك جدًّا في موضوع الشعور بالاختناق، وكذلك نوبات الهرع والفزع، ويمكن أن تستعين بأحد البرامج الموجودة على اليوتيوب، والتي تُوضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، ويمكن لطبيبك أيضًا أن يحوّلك إلى الأخصائي النفسي، والذي بدوره يقوم بتدريبك على تمارين الاسترخاء، هذا سوف يكونُ أكثر فائدة بالنسبة لك.

أمَّا بالنسبة للعلاج الدوائي: فارفع جرعة الـ (سيروكسات Seroxat) إلى أربعين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرٍ، لتكون الجرعة التدعيمية، هذه الجرعة التدعيمية مهمّة جدًّا، بعد ذلك - أي بعد شهرٍ - ارجع لجرعة الثلاثين مليجرامًا، والتي يمكن أن تستمر عليها لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم تخفضها إلى عشرين مليجرامًا مثلاً لمدة شهرين أو ثلاثة مثلاً، ثم تجعلها عشرة مليجرام لمدة شهرٍ، ثم عشرة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء، أو حسب الطريقة التي نصحك بها طبيبك.

أنا لا أعرفُ لماذا تتناول الـ (ستراتيرا Strattera) فهو دواء يُستعمل غالبًا لعلاج فرط الحركة، لكن ربما يكون للطبيب مبرر في إعطائك له.

النوم يُحسَّنُ من خلال تحسين الصحة النومية، ومن أهم المتطلبات هي: أن تتجنّب النوم النهاري، وأن تمارس الرياضة، لا تتناول الشاي والقهوة بعد السادسة مساءً، واحرص على أذكار النوم، ولا مانع أن تتناول عقار (ريسبيريدون Risperidone) بجرعة واحد مليجرام ليلاً لمدة شهرين، سوف يُحسّن نومك، ولا شك أنه سوف يدعم فعالية الزيروكسات لعلاج قلق المخاوف ونوبات الهرع والتوترات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً