الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتناول الأدوية النفسية وأريد نصحكم وإرشادكم!

السؤال

أتناول الأدوية النفسية، حيث إني أعاني من حالة قلق اجتماعي، واكتئاب شديد، بعد تشخيص دكتور نفسي.

أستخدم دواء (باروكسيتين 37.5 واولانزابين 7.5 وايفكسور75)، وكما تعلمون أن هذه الأدوية تساعد على زيادة الوزن، وقد لاحظت زيادة الوزن عندي بشكل كبير.

هل هذه الزيادة في الوزن ستستمر مع استمراري في تناول الأدوية أم أنها ستتوقف بعد فترة من تناولي للأدوية؟

السؤال الثاني: ما الفرق بين دواء ايفكسور ودواء انافرانيل؟ وما هو الأنسب لحالة القلق العام والقلق الاجتماعي؟

وشكراً مقدماً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

بالفعل الأدوية التي تتناولها تُؤدي إلى زيادة في الوزن ولا شك في ذلك، لكن زيادة الوزن أيضًا مرتبطة بالقابلية الجينية للإنسان، فبعض الناس لديهم تاريخ أسري للسُّمنة، لديهم قابلية واستعداد - وهذه نسميها بالعوامل المُهيئة - قد يزيد وزنهم أكثر من إنسان ليس لديه عوامل الاستعداد أو العوامل الوراثية.

أنا أعتقد أن عقار (أولانزبين) يمكن أن يستبدل مثلاً بعد مشاورة الطبيب، هنالك الـ (إريبيبرازول) يُؤدي نفس مفعول الأولانزبين، لكنه لا يزيد الوزن أبدًا، كما أنه يزيد من يقظة الإنسان، والأولانزبين يزيد كثيرًا من النوم. فيا أخي: هذه يمكن أن تكون خطوة وخطوة إيجابية جدًّا.

الـ (باروكستين) دواء جيد، وزيادة الوزن تحدث في الشهور الأولى، بعد ذلك إذا حرصت في نظامك الغذائي ومارستَ الرياضة؛ أعتقد أنه لن تحدث زيادة ملحوظة.

الـ (إفيكسور) نعم قد يزيد الوزن، لكن الجرعة التي تتناولها ليست كبيرة.

أنا أعتقد بعد أن تستشير طبيبك لتنتقل من الأولانزبين إلى الإريبيبرازول، أو ما يُعرف باسم (إبليفاي)، يُؤدي نفس الغرض، وفي ذات الوقت هو دواء رائع جدًّا.

طبعًا بعد التوقف من الأدوية - لكن هذا القرار يجب أن يُترك للطبيب - الوزن سيرجع إلى وضعه الطبيعي، المهم الآن أن تعيش حياة صحية أيضًا، أن تمارس الرياضة، نظامك الغذائي يجب أن يكون منضبطًا، لا تنام في أثناء النهار، حاول أن تتناول أطعمة ليست ذات سعرات عالية أو كبيرة.

بعض الحالات نصف عقار (ميتفورمين) الذي يُعرف تجاريًا باسم (جلوكوفاج)، هذا الدواء منظم للسكر معروف، وهو دواء خفيف جدًّا، لكنه يُساعد على تخفيف الوزن، فهذا أيضًا يمكن أن تستشير طبيبك فيه، تبدأ بخمسمائة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم تجعلها ألف مليجرام يوميًا، وسبحان الله؛ هذا الدواء بالرغم من أنه خافض للسكر لكنّه حتى في الحالات الطبيعية لا يُؤدي إلى نزول في السكر. يمكن أن تستشير طبيبك حول استعماله، وأنا لدي تجارب إيجابية جدًّا مع الميتفورمين لتخفيف الوزن.

سؤالك الثاني: ما الفرق بين دواء إفيكسور ودواء الـ (أنفرانيل): الإفيكسور حقيقة يعمل على نفس الموصلات العصبية التي يعمل عليها الأنفرانيل، لكن يتميز الإفيكسور بأنه أكثر نقاءً، حيث إنه لا يعمل على الموصلات العصبية الجانبية، والتي يعمل من خلالها أيضًا الأنفرانيل، والتي تُؤدي إلى الآثار الجانبية. كلاهما يفيد في القلق، والإفيكسور ربما يكون أفضل قليلاً في علاج الرهاب الاجتماعي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً