الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تخيلات وأفكار سيئة أصدقها وأعيشها واقعا

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 26 سنة، وأعمل معلمة في إحدي المدارس، أعاني من التخيلات، مشكلتي بدأت من زمن بعيد، ولم أستطع التخلص منها، في البداية كانت عبارة عن وساوس النظافة وكنت طالبة، والآن ازداد الأمر، وتطورت حالتي من مجرد وساوس لأفكار وتخيلات ليس لها علاقة بالواقع، ولكن عقلي يقنعني أنها حقيقة، وأصدقها، فعندما تأتي هذه الخيالات أقوم بتكرار أي شيء أفعله، حتى الصلاة أقوم بتكرارها، يقنعني عقلي أني إن لم أكرر الشيء ستكون هذه الأفكار حقيقة.

هذه الأفكار دائما مسيطرة على حياتي، ولكنها تزداد عند الصلاة وقراءة القرآن، وأقوم بإعادة قراءة الصفحة أكثر من مرة، لا أستطيع السيطرة على أفكار وتخيلات رديئة وقبيحة جداً، مثلا أتخيل أني أؤذي نفسي وأصدق الخيال وكأنه واقع، وأبكي كثيرا، لقد سئمت من هذه الأفكار.

أتخيل أشياء تصيب أهلي بسببي، وتطور الأمر إلى شعوري بالذنب والقلق والخوف، أشعر وكأن حياتي متوقفة فقط على هذه التخيلات، أريد حلا، مع العلم لا أستطيع الذهاب للطبيب النفسي، آسفة على الإطالة.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الحياة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال، ومعذرة على تأخر الجواب.

ما ورد في سؤالك من خلال الأعراض المختلفة، والتي تغييرت عبر الزمن، إنما هي في الغالب حالة من الوسواس القهري والذي يتمثل عندك في هذه الخيالات المختلفة، وخاصة مع وجود أعراض كلاسيكية تقليدية للأفكار والأعمال الوسواسية القهرية، سواء المتعلقة بالنظافة والصلاة وغيرهما، فأنت دائمة التفكير فيها، وما هي إلا وقت حتى تشككي من شكل جديد من التخيلات القهرية، حيث تعود الخيالات مرة ثانية.

وبما أنها حالة من الوسواس القهري، فإن من أفضل العلاجات لمثل هذا الوسواس القهري هو العلاج السلوكي وهو ببساطة يقوم على العمل على ضبط ومنع هذه الخيالات، ولكن في كثير من الحالات قد لا تخف الأعراض إلا من خلال إضافة أحد أدوية الوسواس القهري والذي يدعم تأثير العلاج النفسي.

أرجو أن تقرئي بعض الأسئلة والأجوبة على أسئلة الوسواس القهري، وهي كثيرة على هذا الموقع.

لهذا أنصحك إذا استمرت هذه الخيالات -التي لا تملكين السيطرة عليها-، وهي من الأفكار أو الخيالات الوسواسية القهرية، وإذا طالت معاناتك ولم تستطيعي السيطرة عليها، فأرجو ألا تترددي في أخذ موعد مع الطبيب، وليس بالضرورة الطبيب النفسي، فمعظم الأطباء وحتى غير الطبيب النفسي، يمكنه أن يعالج هذه الخيالات القهرية، بالعلاج الدوائي، ويمكنه أن يحيلك لأخصائية نفسية من أجل بعض الجلسات النفسية، أو كلا العلاجين معا.

وأريد أن أطمئنك، وبغض النظر فيما إذا كانت خيالات قهرية وسواسية أو غير ذلك، فالغالب أنك ستستطيعين الخروج منها، ولن تؤثر على جوانب حياتك التعليمية أو المستقبلية، وخاصة مع وجود العزيمة الصادقة، والتي من الواضح أنها موجودة عندك -ولله الحمد-.

وفقك الله، وكتب لك النجاح والسعادة، والصحة الطيبة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً