الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاناتي مع الفصام جعلت تحديد الأهداف مشكلة بالنسبة لي.

السؤال

السلام عليكم.

أنا تركت تكوينا لأجل عمل بالدولة؛ لأنني عانيت من التنمر بسبب فتيات معي بالسكن، كما أن المدينة بعيدة عن مقر سكني، ولأني كذلك عانيت من ضعف الذاكرة، فأنا لدي مرض الفصام، مع العلم أنني حاصلة على إجازة مهنية بتسيير الموارد البشرية، وأعاني من حيرة في أمري، فأنا ليس لدي هدف، فإذا أردت أن أدرس الماجستير يتوجب علي أن أبتعد عن الأهل مرة أخرى؛ لأن مدينتي لا يوجد بها ماجستير واجتياز مباريات كذلك، وانا الآن جد حزينة، وأعاني من الكلام لوحدي، وهستيريا من الضحك لوحدي، وبعض المرات أضحك وسط الصلاة.

لست اجتماعية، ولا أتحدث وسط المجتمع مما جعلني بدون صديقات، وهذا يؤلمني، كنت أتمنى لو أن لدي صديقات صالحات، ومع العلم أنا أتناول مضاد الاكتئاب trezen20 mg و aripiphi 5mg يوما بعد يوم athymil30mg.

أرجو المساعدة جزاكم الله خيرا، وجعلكم من ورثة جنة النعيم، يا ذا الجلال والإكرام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رميساء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك مُجددًا على التواصل معنا عبر استشارات الشبكة الإسلامية، ندعو الله تعالى لك بالتوفيق والسداد، ونشكرك على دعواتك الصادقة لنا بالجنّة، ويا له من فوز وحُسن مئاب.

أُعجبت حقيقة أنه بالرغم من إصابتك بالفصام فأنت أنجزت الكثير من الأمور، حتى دخلت مجال الموارد البشرية، فهذا شيء حقيقة طيب، ما شاء الله على إنجازك وعطائك، ولكن آلمني حقيقة أنك تجدين شيئًا من الحزن والمعاناة بسبب أنك تريدين أن تتابعي الماجستير، إلَّا أن هذا يضطرك للابتعاد عن أسرتك.

أكونُ صريحًا معك فأقول: إن صحتك النفسية يجب أن تكون هي أهم الأولويات، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك) وقال: (تداووا عباد الله)، وحقيقة صحتنا النفسية هي من أهم الأمور في حياتنا، وخاصَّةً أنك تعانين بعض أعراض الفصام -ممَّا ورد في سؤالك من الضحك والحديث مع نفسك- وهذا ربما جعلك تتعرّضين للتنمُّر من زميلاتك في العمل، لذلك أؤكد على ضرورة أخذ الأدوية التي ذكرتِها، وهي أدوية -في العموم- أدوية للذهان أو الفصام، ولكن إذا كانت الأعراض مستمرة مع وجود هذه الأدوية بهذه الجرعات؛ فأنصحك بالمتابعة مع طبيب نفسي، ليُعيد التقييم، ويرى إن كان هناك حاجة لتغيير دواء، أو زيادة الجرعة، ممَّا يُساعدك على إيقاف هذه الأعراض التي تعانين منها.

أمَّا بعد أن تضبطي هذه الأعراض وتستعيدي شيئًا من صحتك النفسية، فيمكنك بعدها أن تُعيدي النظر في دراستك، هل تفضّلين الابتعاد عن أهلك فترة لإنهاء الماجستير أو غير ذلك.

وفي النهاية أقول: ضعي أول الأولويات صحتك النفسية، هي أولاً، ثم الأمور الأخرى فيها متسع، ربما تتيسّر لك في المستقبل إن شاء الله تعالى.

أدعوه تعالى لك بالتوفيق والسداد، والصحة والسلامة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً