الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل عندي تعطيل زواج أم أنه فقط وسواس؟

السؤال

سلام الله عليكم

أنا طالبة جامعية، بداية أنا سلفية أتبع ما جاء في كتاب ربي وسنة رسوله، لكن الوسواس والإعياء بالله يقتلني بحيث عندي رغبة شديدة في أن أصبح زوجة لرجل صالح تقي نقي، ويعينني على طاعة الله وسبحان الله تعالى جميع زميلاتي تزوجن إلا أنا دائما أقول لماذا؟ وهذا خطأ، أنا أعلم لكن الشيطان لا ينفك عن وسوستي وأنا فرحة جدا لزميلاتي، لكني أشعر في بعض الأحيان بضيق..

أيضا سؤال أرجو الإجابة عليه، هل تظنون أن عندي تعطيل زواج مثلا أم أنه فقط وسواس؟ لأنه لو كان عندي تعطيل لما كانت لدي هذه الرغبة الشديدة في الزواج؟

بوركتم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hiba حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك بنتنا الفاضلة في الموقع، أسأل الله أن يزيدك حرصًا وتمسُّكًا وخيرًا، وأن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

لا شك أن الزواج من الأمور التي يُقدرها الله تبارك وتعالى، وكل ما في هذا الكون بأمر الله، فالكون كله ملك لله ولن يحدث في كون الله إلَّا ما أراده الله، فاتق الله واصبري، واستمري على ما أنت عليه من تمسُّكٍ وتميُّزٍ، واعلمي أن لكل أجلٍ كتاب، ونعم الله تبارك وتعالى مقسّمة، والإنسان لا يدري متى يأتيه الخير، ونسأل الله أن يجعلنا وإياك ممن إذا أُعطي شكر، وإذا أذنب استغفر، وإذا ابتُلي صبر، وأن يُعجّل لك بالزوج الصالح الذي يُسعدك وتُسعديه.

أنت ولله الحمد على خير ما دمت متمسّكة بالدين، وهذا هو أعظم خير وأعظم نعمة من الله تبارك وتعالى عليك، وسوف يأتيك ما قدّره الله تبارك وتعالى لك، وننصحك دائمًا بأن تكوني بين الصالحات، واعلمي أن لكل واحدةٍ منهنَّ محرم من أخٍ أو ابنٍ أو عمٍّ أو خالٍ يبحث عن الصالحات من أمثالك، واحرصي على أن تُظهري تميُّزك بين جمهور النساء، ما وهبك الله من نعم وجمال وذوق - وزينة أيضًا، هذه أمور مهمّة إظهارها بين جمهور النساء، وهذا من الأسباب التي ينبغي للفتاة الصالحة أن تتخذها، لأن بعض بناتنا الصالحات تعزل نفسها عن العالَم، وتبتعد عن جميع الناس، نحن نقول: لها الحق أن تبتعد عن مواطن الشبه والمواطن التي ليس فيها ما يُرضي الله، لكن نحن في الشهر الفضيل مثلاً: صلاة التراويح، جمهور النساء في المحاضرات، مواطن الخيرات، ينبغي أن تكون الفتاة موجودة وحاضرة ولبقة، تُعين الكبيرة، تُساعد مَن هي بحاجة للمساعدة، تقف إلى جوار أخواتها، والجميع هنا يرصد ويبحث عن الصالحات من أمثالك.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعجّل لك بالخير، ومسألة تعطيل الزواج دائمًا تكون في الحالات التي يأتي خاطب ويذهب ويأتي آخر ويذهب، بمعنى أن الأمور لا تتيسّر بالطريقة المذكورة، لكن أنت لم تُشيري إلى أن هناك من يطرق الباب أو هناك من يرجع بلا أسباب، وعلى كلّ حالٍ فإن محافظتك على الأذكار - أذكار الصباح والمساء - وقراءة سورة البقرة، وتلاوة القرآن، والمحافظة على الأذكار، كلُّ ذلك نافع فيما نزل وفيما لم ينزل، كما أشار الشيخ ابن باز رحمة الله عليه.

فحافظي على أذكارك، وتحصيناتك، وأكثري من الدعاء، وأكثري من تلاوة القرآن، وأكثري من التوجُّه إلى مَن بيده ملكوت كل شيء، نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً