الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

امتنع عن صلتي الكثير بسبب تافه، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

حدث سوء تفاهم، وبما أني الأصغر، والعلاقة كانت جيدة بيننا كأصدقاء وعائلة، ولم تكن لدي نية على قطع الصلة بيننا، وبعد أن طلبت الاعتذار تم رفض طلبي، وقام الجميع بقطع صلتهم معي، فما كان مني إلا قطع الصلة بيننا، وذلك بسبب أن الجميع يرفضني، ولا أستطيع إرجاع الأمور كما كانت.

علماً بأن السبب تافه جداً، وسوء التفاهم لم يكن بسبب تعدي على شرف أو مال.

أريد فتوى في دين الإسلام عن حكم ما حدث، وهل أنا مخطئ؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
نشكر لك تواصلك معنا، كما نشكر لك حرصك على إصلاح الود والعلاقة التي بينك وبين أقاربك وأصدقائك، وتحسُّسك وتألُّمك ممَّا جرى بينكم من قطيعة وهجران، وهذا دليل على حُسن في خُلقك ودينك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدىً وصلاحًا.

أمَّا عن حكم قطع الصلة بأقاربك وأصدقائك بسبب هذا النزاع اليسير: فجوابه -أيها الحبيب- أن تعلم أنه لا يجوز للإنسان المسلم أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاثة أيام، يعني أكثر من ثلاثة أيام، وقد فسّر النبي صلى الله عليه وسلم القطيعة بأنهما يلتقيان فيُعرضُ هذا ويُعرضُ هذا، وبيّن الرسول صلى الله عليه وسلم ما ينتهي به هذا الهجر، فقال: (وخيرهما الذي يبدأ بالسلام).

هذه شاهدة نبوية لمن يُجاهد نفسه ويتغلّب على هوى نفسه ويُسامح، ويبدأ هو ويُبادر بإصلاح ما بينه وبين مَن خاصمهم، ويتواضع، فمن تواضع لله تعالى رفعه الله، ولا يزيد العبد عفوه عن الناس إلَّا عزًّا، كما جاء في الحديث الصحيح.

لذا نأمل - أيها الحبيب - أن تكون أنت صاحب هذه الفضيلة، المُبادر إلى اكتساب هذه المنازل الدينية الرفيعة والعالية، فتبادر أنت بالسلام والتواصل بما كان قبل حصول هذا النزاع، وأن تعلم جيدًا أن الذي يُخالط الناس ويصبر على أذاهم خيرٌ من الذي لا يُخالط الناس ولا يصبر أذاهم، هكذا قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

الله سبحانه وتعالى قد علَّمنا في الكتاب العزيز الطريقة المُثلى في إنهاء العداوات والخصومات، فقال سبحانه: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌّ حميم}.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتولّى أمرك، ويُعينك على تحقيق ما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً