الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حياتي كئيبة والذكريات السيئة لا تفارقني!

السؤال

السلام عليكم.

ازداد علي الاكتئاب والأفكار السلبية في رمضان، رغم الصلاة والصيام والقيام وقراءة القرآن.

كذلك أعلم أني لن أجد للعيد فرحة، أشعر أني شخص غير طبيعي، لا شيء يفرحني، لا أحب شيئا، ولا أرغب في شيء، الحالة تزداد سوءا، أرغب في العزلة عن هذا العالم، كلما نظرت في المرآة أقول: أعوذ بالله، هل هذا منظر إنسان!

حتى أبنائي أشفق عليهم لأني لا أصلح أبا، فالمسئولية صعبة على شخص مكتئب،
لدي أفكار سلبية نحو الله عز وجل، أتمنى لو لم أخلق، طفولتي حزينة، وحياتي كئيبة والذكريات السيئة لا تفارقني، توقفت عن الاريبريزول لأعراضه الجانبية، ولم يفدني، قرأت عن الريميرون، فهل يفيدني؟ فهو آخر أمل لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Selim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أخي الفاضل- مجددًا عبر الشبكة الإسلامية، وأشكرك على سؤالك، وقد اطلعتُ على أسئلة سابقة لك؛ لأني لاحظتُ أنك تُكثر الشكوى من حياتك ومن جوانب مختلفة من هنا ومن هناك، سواء مع الأسرة أو ثقتك في نفسك، أو مكانتك في الحياة، وقد كانت لك أسئلة سابقة أجاب عليها الفضلاء ببعض التوجيهات، سواء إعادة النظر في جوانب حياتك، والأفكار التي تحملها، حيث يغلب عليها الطابع السلبي، وهذا ليس شيئًا صحيًّا يجعلنا نستمتع ونعيش هذه الحياة بهذا الشكل.

أيضًا وُصف لك في الماضي أدوية مختلفة، أنا أرجو ألَّا تكون تعتمد فقط على الاستشارات الالكترونية، مثل هذه الاستشارة عبر الشبكة الإسلامية - على فضلها - إلّّا أنها تبقى استشارة عن بُعد، وليس من رأى كمن سمع، فأنا أقترح عليك أن تأخذ موعدًا مع طبيب نفسي قريب من مكان سكناك، فيقوم بفحص الحالة النفسية، يضع لك التشخيص الدقيق، ويصف لك العلاج المناسب.

أمَّا ما سألت عن الأدوية: فبالنسبة للدواء الأول: (اريبيبريزول Aripiprazole) فقد ذُكر لك عنه بالتفصيل في سؤالٍ سابقٍ لك، وسؤالك الآن عن الـ (Remeron)، وطبعًا هناك فرقٌ كبير بين الـ (إريبيبرازول) والـ (ريميرون)، الإريبيبرازول هو مضاد للذهان، بينما الريميرون - وهو ميرتازابين Mirtazapine - مضاد للاكتئاب، وشتّان بين هذا وذاك.

على كلٍّ: ميرتازابين - أو ريميرون - دواءٌ فعّالٌ في علاج الاكتئاب، وكذلك في علاج الأرق (قلق النوم)، كما أن له تأثيرا مهدئا، أعراضه الجانبية خفيفة، كالدوار، وبعض الأحلام، وجفاف الفم، وربما الإمساك.

الجرعة من الريميرون من 15 إلى 60 مليجراما، يمكن أن يبدأ الإنسان بـ 15 مليجراما في اليوم، ثم بالتدريج - وعلى حسب درجة الاستجابة - يمكن أن تُرفع، وبعد أن يتم التحسن، يمكن العودة في خفض الجرعة تدريجيًا، وأؤكد على تدريجيًّا؛ لأن لهذا الدواء - كغيره من معظم الأدوية النفسية - لها أعراض انسحابية، فلا بد من التدرُّج.

كل هذا الذي ذكرته يُفضّل أن يكون تحت إشراف طبيبٍ نفسي، يُتابع حالتك، لأنه قد لا يكتفي بالعلاج الدوائي، وإنما يُضيف إليه - وهذا ما أنصح به - العلاج المعرفي السلوكي، لأن بعض الأفكار التي تحملها حقيقةً تحتاج إلى إعادة نظر، والطبيب النفسي يمكن أن يُساعدك على تغيير بعض هذه الأفكار، لتعود وتنظر إلى الحياة بشكلٍ مختلف، فالمطلوب مِنَّا أن نُقدّر الجوانب الإيجابية في حياتنا، وأن نُقدّر نعم الله علينا، {وإن تعدُّوا نعمة الله لا تُحصوها}.

أبارك لك في هذه الأيام الأخيرة من رمضان، ولا تنسانا من صالح الدعاء، وأدعو الله تعالى لك بالصحة والعافية والإقبال على الحياة بشغفٍ.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً