الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الوسواس القهري؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني منذ سنوات من هوسي بنتف شعري، وبالأخص مقدمة الشعر، للأسف ليس لي القدرة المالية لعلاج حالتي مع مختص.

التفاصيل هي: أحب نتف شعري بكل الأوقات، لكنها تزداد عندما أكون مهمومة أو غاضبة، أما في المزاج العادي فأستطيع ضبط نفسي لبعض الوقت، لكن لا إرادياً يدي تكون بشعري, نفسيتي تأثرت جداً خاصة عند أن أرى أن شعري تدمر من المقدمة فأصبح أخف من ذي قبل، ويرجع إلى الوراء، ومتقصف بشكل غير طبيعي.

إذا أمكن إفادتي بطريقة للتخلص من هذا الوسواس، إضافة لطريقة لمعالجة شعري بمعالجات أو بخاخات من الصيدلية، حيث إنه كلما هممت للتوقف من هذه العادة أشعر بالإحباط من رؤية شعري الهالك وأعود.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك أختنا الفاضلة، ونشكرك على تواصلك معنا في الشبكة الإسلامية.

نعم ما وصفتِه – وهو وصف جيد – لما تقومين به من نتف الشعر – والذي يمكن أن يُصنّف أحيانًا ضمن الأعمال القهرية – وهناك أيضًا مَن يضعه ضمن ما يُسمّى بالكرّة أو بالأفعال المكررة، وهي حركات إرادية يقوم بها الإنسان، نعم يمكن أن يسمك نفسه بعض الوقت، إلَّا أنه يشعر بالتوتر الشديد قبل النتف، فلا يجد نفسه إلَّا أنه يبدأ من جديد في نتف الشعر، أو القيام ببعض الحركات، ويمكن أن يشمل نتف الشعر – والذي نسميه عادة (هوس نتف الشعر (trik-o-til-o-MAY-nee-uh)(Trichotillomania)، أو يسمّى (اضطراب شد خصل الشعر) يمكن أن يشمل شعر الرأس، أو الحاجبين، أو رموش العينين، أو مناطق أخرى من الجسد، ويشعر الإنسان بالراحة وهو يقوم بها، إلَّا أنه لا يلبث لما ينتهي يبدأ يشعر بالحزن والندم على ما فعل.

هناك احتمال أن هذه العادة بدأت مرة عندما كنت في حالة توتر، فبادرت في نتف بعض الشعيرات، وما هو إلَّا وقت حتى تطورت عندك هذه الحالة، فأصبحت كلما تشعرين بالتوتر والقلق تقومين بنتف شعرك.

الخبر الجيد أنك منتبه لهذه الحركات التي تقومين بها، وخاصة ما تلاحظيه من فقدان الشعر في بعض مناطق الرأس، وهذا يُقلق بلا شك، ويجعلك تشعرين بالأسى والحزن، والخبر الجيد أنك عازمة، وهذا أمرٌ هامٌّ جدًّا، عازمةٌ على التغيير والعلاج والتخلص من هذه العادة، لأن هذا هو الدافع الرئيسي أو العامل الرئيسي في الخلاص من هذه الحركات.

طالما أنك منتبهة لنتف الشعر هذا حاولي بدل التركيز على حركات نتف الشعر أن تُركزي على ما تريدين أنت القيام به، من حركاتٍ أو عملٍ معين عندما لا تقومين بنتف الشعر، وخاصة عندما تشعرين بالتوتر والقلق.

الأمر الآخر المفيد: عندما تلاحظين أنك على وشك أن تبدئي بنتف الشعر فاتركي المكان الذي أنت فيه، واذهبي وقومي بعملٍ ترتاحين له، كصنع كوب من الشاي أو القهوة، أو في تناول تفاحة، وستجدين أيضًا الدافعية في القيام بهذا النتف قد اختفى أو خفّ كثيرًا.

إذا لم تُفد كلّ هذه التوجيهات فهناك مُؤشرات لا بأس بها علمية على تأثير أحد الأدوية التي تستعمل في علاج الاكتئاب، وخاصة التي هي من زمرة الـ (SSRI) والتي يمكن أن يصفها لك الطبيب النفسي، فبالرغم من وضعك المادي أو الاقتصادي أنصحك مرة واحدة أن تذهبي إلى طبيب نفسي، ليشرح لك ويُشخّص حالتك ويكتب لك العلاج.

هذا الأمر يستدعي أن تُوفري له جزءًا من المال، فهي صحتك، وخاصة أنك في هذا العمر اليافع من الواحد والعشرين سنة، وهذا العلاج سيساعدك على كسر هذه الدائرة المعيبة التي دخلت فيها.

أدعو الله تعالى لك بالصحة والعافية، والتخلص من هذا السلوك القهري.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً