الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

احترت في اختيار التخصص الدراسي.. ما الحل؟

السؤال

 السلام عليكم

أبدي إعجابي وشكري للقائمين على الاستشارات، وجزاكم الله خيراً على وقتكم الثمين.

منذ الثانوية كنت طالبة متفوقة، والحمد لله، لحد ما دخلت كلية طب بناءً عن رغبتي، هنا بدأت مشكلتي في المذاكرة وصعوبة الفهم والحفظ والتركيز، لدرجة أني أنهيت دراسة الكلية بصعوبة شديدة، وبدون أي رسوب والحمد لله.

أصبت باكتئاب شديد، طيلة مدة الجامعة خمس سنوات، ثم بعد التخرج ذهبت لطبيب نفسي وتعالجت بالفلوكساسين لمدة سنة، تحسنت حالتي آنذاك، لكن ما زالت نوبات الاكتئاب والحزن تأتيني بين الحين والآخر .

أصبحت أتردد في كل شيء، حتى أبسط الأمور مثل شراء الملابس واختيار أشياء، الآن أرغب في التخصص الدقيق، لكن ترددي وخوفي من الفشل وعدم القدرة على الحفظ والمذاكرة والتركيز بقي عائقاً من اختياري للتخصص، وسبب تأخري عن باقي زملائي في الدفعة.

أحياناً أفكر في تخصص الأطفال، لأني أحب التعامل معهم، لكن دراستها صعبة ومعلوماتها كثيرة.

فكرت في طب النفس للأطفال، لكن أخاف التأثر بالحالات المرضية، نظراً لما أعانيه من الاكتئاب.

عملت بعد التخرج في العناية المكثفة لمدة عام، استمتع بها أحياناً وأحياناً أخرى أجدها صعبة، وطريق التخصص لها صعب دراسياً عن طريق الباطنية أو الأطفال أو طوارئ، ولا أحب التخدير أو طب الصدرية.

استأت لدرجة أني فكرت في طب الأسرة، لكن فرص العمل في بلادي والرؤية المتدنية له من قبل الناس من حولي يبعدني عنه، أصبح الأمر مرهقاً ذهنياً، ولا أستطيع تحديد ميولي أو رغباتي، وأخاف من اختار تخصص أحبه ولا تكون مؤهلاتي مناسبة له.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صفاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك زميلة عزيزة علينا، وطبيبة موفقة إن شاء الله سبحانه وتعالى، أشكرك على ما طرحته في سؤالك، وعلى أنك لجأت للعلاج الذي أعانك في فترة الدراسة، ومبارك أنك أنهيت أو على وشك أن تنهي دراسة الطب كما فهمت.

على كل طالما أنك وصلت إلى هذه المرحلة فأنا على يقين بأنك قادرة على تخصص في أي مجال ترتاحين له، أما موضوع الحفظ والذاكرة فهذا ستعانين عليه من خلال إقبالك ورغبتك بهذا التخصص.

الخيارات التي ذكرتها جميلة، فطب الأطفال جميل جداً، وخاصة أنك تحبين التعامل مع الأطفال، وكذلك الطب النفسي عند الأطفال أيضاً جميل، أولاً لأنه يبقيك على تواصل مع الأطفال الذين تحبين التعامل معهم، وللقناعة بأهمية هذا التخصص جداً وخاصة في بلادنا العربية، فهذا مجال واسع جداً، يمكنك أن تخدمي من خلاله العديد من الأجيال، أيضاً طب الأسرة أصبح متقدماً في الفترة الأخيرة، وخاصة أن الرعاية الصحية الأولية وضعت استراتيجية عامة في قطر حول استراتيجية الرعاية الصحية الأولية، فكل هذا مفيد.

أنصحك إذا أحببت أن تجلسي وتتعرفي بشكل مباشر عن هذه التخصصات الثلاثة، فبالنسبة لطب الأطفال أنصحك بأن تزوري مثلاً مستشفى سدرة، حيث فيها قسم طب الأطفال، فيمكنك أن تطلعي مباشرة على طبيعة العمل هناك، وهو كما تعلمين مستشفى مركز بحثي علمي معروف.

أما بالنسبة للطب النفسي عند الأطفال والمراهقين فيمكنك أن تزوري قسم الطب النفسي عند الأطفال والمراهقين، والذي مكانه في معيذر في الدوحة، بحيث تطلعين على طبيعة العمل هناك.

أما بالنسبة لطب الأسرة فيمكنك التعرف على بعض الزميلات والزملاء في الرعاية الصحية الأولية، ويمكنك التواصل معهم مباشرة، لأخذ فكرة عن طبيعة هذا العمل، ومن ثم تختارين التخصص الذي تريدينه وتتوكلين على الله وتسرين به، متذكرة أنه (ما خاب من استشار) وأحياناً (فساد الأمر في التردد)، فبعد أن تحددي التخصص الذي ترتاحين له توكلي على الله وسيري على درب التخصص.

نفع الله بك، وجعلك من الطبيبات المتفوقات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً