الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشكل البايبيريدين خطرا على مرضى القلب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أختي عمرها 32 عاما، وتعاني من مرض انفصام الشخصية، وتتلقى علاجا دوائيا هو ريسبال بمعدل 5 ملغم يوميا، وذلك منذ 8 سنوات تقريبا.

في البداية كانت تتناول 8 ملغم ريسبال، وذلك حبة واحدة صباحا وحبة واحدة مساء، بالإضافة إلى حبة واحدة من الكيمادرين، بعدها قللنا لها الجرعة حتى وصلت الجرعة إلى 3 ملغم، وأوقفنا الكيمادرين كون جرعة الريسبال صغيرة ولا تحتاج الكيمادرين معها، ولم نعد نراجع الطبيب النفسي، كل ذلك كان في البدايات، أما الآن فهي تتناول 5 ملغم ريسبال، وهذه الجرعة بحاجة إلى الكيمادرين معها أليس كذلك؟

أختي لم تتناول الكيمادرين منذ أكثر من 6 سنوات، وقد راجعنا طبيبا نفسيا جديدا، لأن الطبيب السابق توفاه الله، وقد وصف لنا الطبيب الجديد البايبيريدين بدلا من الكيمادرين، وعندما راجعنا معلومات عن البايبيريدين عبر الإنترنت وجدنا أن استخدامه محظور مع من لديه مشاكل في القلب.

أختي لم تكن تعاني من مشاكل في القلب سابقا، أما الآن فهي كذلك، ونحن لم نطلع الطبيب النفسي الجديد على هذا الأمر، فهل يمكن لأختي تناول البايبيريدين رغم ما تعانيه من آلام في القلب، أم أن البايبيريدين قد يشكل خطرا عليها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rrr حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لأختك الكريمة العافية، وأشكرك على الاهتمام بأمرها.

أولاً: الأدوية مثل الكمدرين والأرتين والفايبردين هي من الأدوية التي تستعمل بالفعل لعلاج الآثار الجانبية التي قد تنشأ من تناول بعض الأدوية مثل الرسبيريدال، وهذه الأدوية بصفة عامة هي أدوية سليمة جداً، وليس هنالك أبداً إشكال في تناولها، بالجرعة الصحيحة، وليس لها تأثير سلبي على القلب، هذا أمر مؤكد.

لكن أنا لا أؤيد أن نعطي هذه الأدوية أي مثل الكمدرين أو الفايبردين أو الأرتين تلقائياً، يعني ليس لكل مريض يتناول الرسبيريدال حتى وإن كانت الجرعة كبيرة، يجب أن ننتظر حتى تظهر الآثار الجانبية، وأهمها طبعاً التخشب العضلي والرجفة وكثرة اللعاب، هذه من الآثار الجانبية التي قد تحدث، وهذه الآثار الجانبية ليست ثابتة، تتفاوت من إنسان إلى إنسان ومن جرعة إلى جرعة، يعني أنا أعرف من يتناول 6 إلى 8 مليجرام من الرسبيريدال ولا يصاب أبداً بأي آثر جانبي، وهنالك من يتناول 2 مليجرام ويصاب بآثر جانبي، فإذاً الفايبردين سليم بالجرعة الصغيرة، لكن أنا أفضل أن لا تعطى هذه الأدوية إلا إذا كان هنالك أعراض جانبية واضحة من الدواء.

الأمر الآخر: أي إنسان يتناول الرسبيريدال أو الهلوبيردوال أو الفليبردون أو الأولنزبين أو الاريببرزوال هؤلاء يجب أن يقوموا بعمل تخطيط للقلب مرة كل ستة أشهر، هنالك فحوصات روتينية لا بد أن تجرى، هذه الأخت -حفظها الله- لا بد أن نقوم بعمل فحص الدم عمومي لنتأكد من قوة الهميوجلوبين، نتأكد من مستوى الدم الأبيض، نتأكد من مستوى السكر، من مستوى الدهنيات، وظائف الكبد، وظائف الكلى، وظائف الغدة الدرقية، مستوى فيتامين (ب12)، ومستوى فيتامين (د)، وكذلك مستوى هرمون الحليب حيث أنه يرتفع مع الذين يتناولون الرسبيريدال، هذه فحوصات روتينية يجب أن تجرى كل ستة أشهر، ويضاف إليها تخطيط القلب ففي تخطيط القلب الأطباء دائماً يتأكدون من كهرباء القلب، هنالك نقطة معينة في القلب تسمى بـ QT وهو نوع من التوصيل الكهربائي الخاص بحركة القلب، فهذه QT إذا كان مثلاً تعدت 450 في هذه الحالة يجب أن يتم التوقف عن الدواء، عموماً لا تخافي من كلامي هذا، هذا حقيقة مطلوب كشرط في الممارسة الطبية الرصينة، الممارسة الطبية الممتازة، ونادراً بل من النوادر أن تؤثر هذه الأدوية على القلب لكن قد تؤثر، وما دام فحص القلب عن طريق الرسم سهلا فلماذا لا نقوم به مرة كل ستة أشهر كما ذكرت لك؟

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً