السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد توجيه الرسالة إلى الدكتور/ محمد عبد العليم.
منذ حوالي 3 شهور كنت أعاني من القولون، ثم حدثت بعض المشاكل التي أحزنتني كثيرا، فزاد تعب القولون لدرجة دفعتني إلى قطع الأكل، وظننت أنني أعاني من مرض سيء إلى أن ذهبت إلى طبيبة باطنية وأخبرتني أنني أعاني من الاكتئاب.

لم أذهب إلى زيارة الطبيب النفسي إلا عندما فقدت شهيتي بشكل تام، وأصبت بصعوبة في النوم، كتب لي الطبيب دواء سيكولانز، أخذت منه 3 حبات فقط ثم توقفت عنه بسبب الناس حولي، منعوني من أخذ الدواء، بعدها تحسنت قليلا، فأخذت علاج نودب، ولكنه سبب لي أرقا وفقدان شهية، قطعت الدواء، والآن أشعر أني محبطة ولا أشعر بأولادي.

حينما أختلط بالناس أشعر بالخوف وعدم الراحة، ولا أستطيع الشعور بجسدي وكأني لا أعرف من أنا، عندما أخرج من المنزل أشعر كأني لا أستطيع الرؤية، وكأني في حلم، وأشعر بالخوف من الموت، ولا أشعر بأي لذه في الحياة، وكل مسؤولياتي أشعر أنها ثقيلة، ولا أستطيع القيام بها.

أرجو الافادة، وأعتذر عن طول الرسالة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ايمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، واسأل الله لك العافية والشفاء.

أيتها الفاضلة الكريمة: أعراض ما يسمى بالقولون العصبي في كثير من الناس تكون مرتبطة بالقلق النفسي التوتري الداخلي، وفي بعض الأحيان تكون هنالك درجة من الاكتئاب النفسي المقنع أو غير الواضح، ولذا معظم الأطباء يلجؤون لإعطاء الأدوية المحسنة للمزاج في حالة علاج القولون العصبي، أنت تفضلت وذكرت أعراضا أخرى مهمة، ومن الواضح أنه لديك قلق مخاوف، مع شيء من عسر المزاج، وهذا -إن شاء الله تعالى- أعراضه بسيطة.

أولاً: يجب أن تكوني أكثر ثقة في مقدراتك ولا تقللي من قيمتك الذاتية أبداً، هنالك من يحتاج لك من أهلك، من أولادك، زوجك، فيجب أن لا تقللي من قيمتك.

الأمر الآخر هو: أن تستبدلي الأفكار والمشاعر السلبية بافكار ومشاعر إيجابية، وهذا ممكن جداً، كل فكرة سلبية سخيفة يجب أن تنظري إلى الفكرة الإيجابية الجميلة المقابلة وهكذا، وبالتأمل والتدبر فيما هو إيجابي تتغير الأمور كثيراً، أريد أيضاً أن يكون نمط حياتك إيجابيا، ونمط الحياة الإيجابي يعتمد على حسن إدارة الوقت، وتحديد الأهداف في الحياة، ومن النقاط المهمة في حسن إدارة الوقت أن يتجنب الإنسان السهر، والنوم الليلي المبكر يعطي هدوء وراحة كاملة للنفس وللجسد، ويستيقظ الإنسان مبكراً وهو نشط، يبدأ يومه بأداء صلاة الفجر، وبعد ذلك ينخرط الإنسان في الحياة، أيضاً تمارين المشي مهمة جداً، المشي يقوي النفوس قبل أن يقوي الأجساد، فاحرصي على شيء من هذه البرامج الرياضية التي نرى فيها فائدة للناس كثيرة.

أيضاً كوني دائماً حريصة على القيام بالواجبات الاجتماعية، لا تتخلفي أبداً من واجب اجتماعي، تلبية الدعوات، زيارة المرضى من الأرحام والأهل، تقديم واجبات العزاء، مساعدة الضعفاء هذه كلها مهمة جداً، وأيضاً خذي قسطا كافيا من الراحة، القراءة، الصلاة على وقتها، الورد القرآني اليومي، ويا حبذا لو انضممت إلى أي حلقة من حلقات مدارسة القرآن الكريم، هذه فيها خير كبير جداً للإنسان.

أريد أن أصف لك دواء بسيطاً، وكما تلاحظين فإن آخر شيء وددت أن أتطرق له هو الدواء، هنالك عقار يسمى استالبرام، هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري سيبرالكس وربما تجدينه تحت مسميات تجارية أخرى، هو دواء رائع جداً لعلاج القلق والمخاوف ويحسن المزاج بصورة واضحة، كما أنه ليس بإدماني ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، ابدئي بجرعة 5 مليجرام -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام- استمري عليها لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة يومياً -أي 10 مليجرام- استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى 5 مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء، هذه جرعة صغيرة جداً ومدة العلاج قصيرة وهو مفيد جداً بحول الله وقوته.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.