الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإحساس بالإحراج عند محادثة الأقارب

السؤال

السلام عليكم.
أريد أن أستشيركم عن حالتي.

ضاقت بي الدنيا والله! لا أدري ما الذي يحصل لي؟! يبدو أنه عندي رهاب اجتماعي، لكن ربما يكون بسيطا.

تقريباً قبل سنة حصل لي موقف محرج أمام البنات بالكلية، بعدها كرهت هذه المواقف، فقد صرت لا أتجرأ في المشاركة معهن، بعد 6 أشهر أحسست أني أرتبك، ويحمر وجهي من أبسط الأشياء، حتى من والدتي! لو تسألني سؤالاً أحس أن الإجابة غير جاهزة، فأرتبك مباشرة، ويظهر ذلك على وجهي، لكن بدون رعشة، حتى الاجتماعات صرت أتجنبها، لكن بعدها بكم شهر -وبفضل الدعاء- صرت أحسن من ذي قبل.

بعدها بفترة تحرجت من إحدى قريباتي بدون سبب! فأسأل نفسي لماذا تحرجت؟ لكن هذا الإحراج والخجل الذي يحصل لي جعلني أكره نفسي وأحسست أنها انتكاسة، لكن أحياناً تخف وأحياناً ترجع.

وفي هذه الفترة الأخيرة أحس أني أكره الاجتماعات، وأنحرج من أتفه الأشياء!! لا أدري ما الحل؟ أريد أن أكون مثل أول، واثقة، على الأقل لا أتحرج على أيّ شيء.

لا أريد أن أذهب إلى العيادات، ولا أريد أن أصارح الوالدة أبداً، وأنا -والله- بهذه الحالة أعيقت لديّ كثير من الأشياء!! سواء بالكلية أو المجتمع، الرجاء الحل بأسرع وقت.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ فتون حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبالفعل، إن الأعراض التي وردت في رسالتك وبالتدرج والتسلسل الذي ذكرتيه، تدل على أنك تعانين من حالة بسيطة من الخوف أو الرهاب الاجتماعي، ومن الأشياء التي ربما تزيد من أعراضك، هي الرقابة الشديدة التي أصبحت تفرضينها على نفسك، أي بمعنى أنك أصبحت أكثر حساسية في مراقبة تصرفاتك، خاصةً في أوقات المواقف الاجتماعية، ويتضح ذلك جلياً في ظهور ما يعرف بالقلق التوقعي، أي أنك تتوقعين الموقف الحرج، وذلك بالتأكيد سوف يرفع من نسبة القلق لديك.

أرجو أن أؤكد لك أن الرهاب الاجتماعي والخوف الاجتماعي يمكن التغلب عليه بصورة كبيرة، فعليك بالإصرار على المواجهة، وأن لا تفرضي رقابة ذاتية على تصرفاتك، أي لا تكوني حساسة، وأن تكون لك الثقة المطلقة في هذه المواجهات.

وسيكون من الجميل والأفضل لك أن تجري نوعاً من المواجهة في الخيال، بمعنى أن تتخيلي أنك في مواقف اجتماعية يتطلب منك الموقف أن تكوني في موقع القيادة، وأن تخاطبي الآخرين، وهذا النوع من المواجهة في الخيال يساعد كثيراً في تقليل الرهاب الاجتماعي، وحتى نجعلك أكثر ارتياحاً سيكون من الضروري لك أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للمخاوف الاجتماعية، والحمد لله هذه الأدوية بسيطة وسليمة، وفيما أعتقد أنك لن تحتاجي للدواء لمدة طويلة.

الدواء الذي أصفه لك يعرف باسم زيروكسات، أرجو أن تبدئي في تناوله بواقع نصف حبة ليلاً لمدة أسبوع، ثم ارفعي هذه الجرعة إلى حبة كاملة، واستمري عليها لمدة شهرين، ثم خفضيها إلى نصف حبة مرةً أخرى لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين أيضاً، وبعد ذلك توقفي عن العلاج.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً