الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت فتاة والدها يرفض زواجنا لأنني غير جاهز فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 23 سنة، أحببت فتاة منذ 6 سنوات، ومنذ بداية العلاقة نوينا الزواج مستقبلاً.

طلبت من الفتاة التحدث مع والدها عني منذ 3 سنوات، وكان عمرها 17-18 سنة، ورفض رفضاً تاماً بحجة صغرنا، والزواج ما زال مبكراً كثيراً.

كنت على علم بأنه لن يقبل، ولكني أردت إخباره بوجودي، وحتى لا يعلم عن طريق الصدفة بأنني على علاقة مع ابنته، واليوم بعد 3 سنوات طلبتها منه مع والدي، والفتاة أبدت موافقتها، وتحدثت عني أمام أسرتها بكل خير.

جلست مع والدها وسألني عن حياتي، قلت: تبقى لي سنة عملية أكمل فيها شهادة مثل الماجستير، فقال: أنت غير جاهز للزواج، فقلت له: أنني أريد خطبتها والزواج بعد سنة عندما أنتهي من الماجستير.

أخبر والدي بأنه سيصلي استخارة، ويتحدث مع البنت، ويأخذ رأيها ويسأل عني، وعرفت عن طريق البنت بأنه لم يبال برأيها، وطلب منها نسياني، ووالدتها تقف مع قرار والدها أيضاً، بحجة أن الحب لا ينفع.

يشهد الله أنني نويت الحلال منذ اليوم الأول، ولم نغلط ونقع في المعاصي -الحمد لله-.

علماً أنه لم يصارحنا بذلك وكان محترماً بكلامه معي ومع أبي، وقال بأنه غير مرتاح لهذا الموضوع، وابنك ليس جاهزاً بعد، وما لكم نصيب، وراودني إحساس بأنه لم يغلق الباب تمامًا.

ما الذي يمكنني فعله حينما أنتهي من هذه السنة وأعود لخطبتها؟ وما هو موقف الفتاة لو طلبتها ووالدها لم يبال برأيها؟

علمًا أن عائلتي وعائلتها كلنا نقيم في المانيا، أرجو منكم الرد إن كان يوجد طريقة؟

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الكريم- ونشكر لك حسن العرض لهذه الاستشارة، ونسأل الله أن يجمع بينكم في الحلال وفي الخير، وأن يهديكم ويهدينا إلى أحسن الأخلاق والأعمال فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو.

لا شك أن الذي يحصل من والد الفتاة ووالدتها ليس من الأمور الشرعية المطلوبة، فإذا كنت و-لله الحمد- صاحب دين وليس لهم رأي فيك ولا في أسرتك، فليس لهم أن يرفضوا، لأن دور الآباء والأمهات هو دور إرشادي توجيهي، ولكننا في نفس اللحظة ونفس الوقت، لا نريد أن تدخل على أسرة هي رافضة بهذه الطريقة، ولكن نحن معك في تكرار المحاولات بعد التوجه إلى رب الأرض والسماوات.

ونطمئنك بأن إصرار الرجل وتكرار المحاولات وإدخال أصحاب الوجاهات والعقلاء والفضلاء والدعاة كل ذلك من شأنه أن يؤثر على أهل الفتاة، لأن هذا دليل على جديته، ودليل على صدقه، ونتمنى أن تنصرف فعلاً لإكمال مشوارك العلمي، وبعد أن تنتهي من هذا المشوار يمكن أن تعيد الكره، وكلام الرجل فعلاً يدل على أنه ربما ينظر إلى الناحية المادية، يحتاج إلى رجل جاهز له وظيفة له مؤهلات عملية وبدأ العمل، أي مثل هذه المؤشرات الواضحة في رغبة هذا الوالد.

وعلى كل حال أعتقد أن الباب سيظل مفتوحًا، ولا نوصي بالاستمرار في العلاقة، ولكن يبدوا أن الفتاة ستحافظ على هذا الوفاء، وأنت حافظ عليه، لأنهم لو شعروا أن التواصل مستمر فهذا قد يشتد أكثر على الفتاة، والأهم من هذا أن هذه العلاقة ليس لها غطاء شرعي، ولكن أنت عرفتهم وعرفت الفتاة وعرفوك وعرفوا الوالد، وكان مؤدبًا في رده إلى الوالد، كل هذه مؤشرات إيجابية، وحتى يعيننا الله على الحلال ينبغي أن نستمر بصورة صحيحة.

فلا توجد علاقة رسمية شرعية بينك وبين الفتاة المذكورة، فنتمنى أن تنصرف لترتيب حياتك، أمور دراستك، ثم تعيد الكره بالمجيء إلى البيوت من أبوابها، في اتخاذ وسائل جديدة في إقناعهم، وتكرار الطلب كما قلنا من أكبر ما يجعل أهل الفتاة يغير رأيهم، لأنه يتبين لهم حرص الشاب وأنه راغب في الفتاة، وأنه حريص على بناء أسرة، وأنه جاد في طلبه، كل هذه مؤشرات إيجابية ستصل إلى أسرة الفتاة.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً