الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدت الأمل في الأدوية التي أتناولها ولا أعلم ما هو الدواء المناسب لي؟

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي بدأت بنوبة هلع حسب تقدير الأطباء، ولكن تلك النوبة كانت مختلفة عن نوبات الهلع المعروفة، حيث لم يكن عندي أعراض جسدية مثل خفقان القلب، وفرط في التنفس، لم يكن هناك أي أعراض جسدية، ولكن كانت الأعراض النفسية هي المسيطرة، كنت أشعر بالخوف الشديد، ونوع من الغرابة، وشعور بأنني سوف أصاب بالجنون، وضبابية في المخ، وشعور بالقلق والخوف أحس به في فم المعدة.

وبعد ذلك استعملت عدة مضادات اكتئاب، النوع الذي بدأت به هو (الباروكسيتين) ولكني لم أكن منتظماً فيه بسبب جهلي بطريقة عمله في ذلك الوقت، ثم استخدمت (فلوكسيتين 20 ملغ) لمدة ثلاثة أشهر تقريبا، في اليوم 33 شعرت بتحسن ملحوظ دام يومين فقط، ثم اختفى التحسن، ولكن ذهبت النوبات، وأصبت -والله أعلم- باضطراب قلق ناتج عن نوبات الهلع المتكررة، حيث ما زلت أشعر بالقلق، وعسر المزاج، والعصبية، والاكتئاب أشعر به وكأنه في المعدة، لا يمكن وصف هذا الشعور فهو شعور غريب، وبعدها استعملت عدة مضادات اكتئاب منها (أنافرانيل 75 ملغ) لمدة شهر، ثم أضفت له (فلوكسيتين) لمدة شهر تقريباً، والحالة غير مستقرة.

أشعر بنوع من التحسن ليومين أو ثلاثة في الشهر، والآن أنا أستخدم (اسيتالوبرام) صار لي 20 يوما، وأريد رفع الجرعة إلى 20 ملغ، مع العلم أنني أستخدم معه (سوليبريد) حبتين في اليوم، فهل هذا الدواء مناسب لحالتي؟ حيث أريد الاستمرار فيه لمدة أطول لكي أعطي له الفرصة كاملة؛ لأنني فقدت الأمل بعد استخدامي لعدة مضادات الاكتئاب ولم تجد نفعاً، أحياناً أقول بيني وبين نفسي: إنني مصاب بمرض مزمن لا علاج له، وأشك في التشخيص.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Oussama حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بالأخ الفاضل عبر الموقع، ونشكرك على تواصلك معنا.

واضح من سؤالك أخي الفاضل أنك تعاني من نوبات الهلع، بالإضافة إلى شيء من الخوف المرضي والشك فيه، وهذا كله ليس مستغرباً، فكثيراً ما يأتي القلق ونوبات الهلع وشيء من الرهاب دفعة واحدة، نعم تختلف أعراض نوبات الهلع من شخص إلى آخر، فبعض الناس تشتد عندهم الأعراض الجسدية كالتوتر والرجفة وجفاف الفم وتسارع القلب إلى آخره، بينما بعضهم تغلب عنده الأعراض النفسية في بعض المشاعر كأنه سيغمى عليه أو الخوف والرهبة الشديدة، نعم، وإن كان ما ذكرته في سؤالك من أنك تشعر بشعور غريب في أعلى المعدة، هو في الحقيقة عارض جسدي وليس نفسيا، فلذلك كل هذا يعطيك صورة كاملة عن نوبات الهلع أو الذعر التي تعاني منها.

اسمح لي أخي الفاضل أن أذكر لك كلمة بالعامية "خبصنا شوي بالأدوية" أليس كذلك؟ فانتقلت من دواء إلى آخر، ثم ثالث ثم رابع، وليس هذا عادة ما ننصح به، خاصة مع الأدوية النفسية، المهم أنك الآن على دواء (استالبرام) وأنصح ألا تضيف إليه أي دواء آخر، نعم يمكنك رفعه من 10 إلى 20 مليجرام، من اليوم يمكنك رفعه إلى 20 مليجرام، ولكن عليك أن تستمر عليه لمدة لا تقل عن ستة أشهر، وإلا فهناك احتمال كبير أن تنتكس نوبات الهلع وتعود مجدداً.

هذا العلاج الدوائي يفيد دوماً أن يرافقه نمط صحي للحياة وخاصة الأنشطة المختلفة البدنية والرياضية، وساعات النوم المناسبة، والتغذية الصحية، وشيء من الحياة الاجتماعية، ولا بد مع كل هذا من قليل من الصبر أخي الفاضل، لتخرج بإذن الله تعالى من هذه الحالة النفسية التي أنت فيها، أدعو الله تعالى لك بالصحة والشفاء العاجل ولكن لا بد كما ذكرت لك من الصبر.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً