الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سعي المرء بين الخير والشر كيف تكون ثمار نتائجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل يجزى العبد على سعيه فقط، حتى لو لم يحصل على النتيجة المستهدفة، سواء كان السعي في الخير أو الشر؟

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعك استشارات إسلام ويب..

الجزاء -أيها الحبيب- على عمل الإنسان وعلى نيته، ولكن الله تعالى برحمته ولطفه وفضله على عباده فرق بين الخير والشر في الجزاء قبل العمل وبعد العمل، أما قبل العمل فإن الله سبحانه وتعالى يثيب العبد ويعطيه أجراً إذا نوى فعل الخير، ولو لم يعمل فإنه يثيبه بهذه النية، وأما بعد العمل فإنه إذا عمل الحسنة يثيبه الله تعالى ثوابها مضاعفاً، فالحسنة بعشر أمثالها، هذا في جانب الخير.

أما في جانب الشر فإنه إذا نوى فعل الشر ولم يصل إلى مرحلة العزم بل لا يزال حديث نفس، يكلم نفسه به، ولم يرتق إلى أن يكون عزماً وتصميماً مؤكداً مع مصاحبة الأخذ بالأسباب، فإنه إذا كان في هذه المرحلة يعني قبل أن يصل إلى مرحلة العزم والأخذ بالأسباب، فإنه معفو عنه يسامحه الله تعالى، أما إذا وصل إلى مرحلة العزم والتصميم والتأكيد وأخذ بأسبابه، ولكنه حال بينه وبين فعله حائل، ومنعه من فعله مانع، فإن الله تعالى يعاقبه على هذا العزم وعلى هذه النية.

ولذلك قال -عليه الصلاة والسلام-: ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، قالوا: هذا القاتل، فما بال المقتول، قال: لقد كان حريصاً على قتل صاحبه))، ثم إذا فعل الإنسان الشر وفعل المعصية فإن الله تعالى مر رحمته بهذا العبد أنه لا يضاعف له العقاب كما ضاعف له الحسنة، إنما يجزى على السيئة بمثلها، إذا لم يعف الله تعالى عنه بالكلية ويسامحه.

وهذا التفصيل الذي ذكرناه قد دل عليه حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ففي صحيح مسلم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((قال الله عز وجل إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل، فإذا عملها فنكتبها بعشرة أمثالها، وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها، فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها)).

نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لما فيه الخير وأن يفقهنا وإياك في الدين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً