الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهلي لا يحترمون آرائي.. فهل من نصيحة؟

السؤال

السلام عليكم.

أرجو أن يتسع صدركم لشرح مشكلتي، أنا ترتيبي الثالث وسط إخوتي الأربعة، وتكمن مشكلتي في أن أبي وأمي يعتبرونني غير قادرة على اتخاذ أيّ قرار يخصني، فيما يعطون هذه الفرصة لأختي التي تصغرني بسنتين، ومثالا على ذلك: أنه قد تقدم إلى خطبتي شخص لا أعرفه، وهم يجبرونني على القبول به، على أساس أن خبرتي في الحياة قليلة! بينما هناك شخص آخر أنا أوافق عليه، ولكنهم يرفضونه.

ومما يدلل على أنهم يفضلون أختي الصغرى، أنهم يعطونها حق النقاش والقبول أو الرفض في نفس الموضوع.

والسؤال: كيف أغير معاملة أهلي لي؟ وكيف أتصرف إزاء مشكلة الزواج؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أ.ع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لكِ الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

لا أظن أن في رفضهم الخاطب الذي تريدينه، أو في إجبارك على خاطب لا تميلي إليه، ما يدل على أنهم يفضلون أختك الصغرى عليك، فلا دخل لشقيقتك الصغرى في الخاطبين الذي طلبوا يدك.

وأرجو أن تحملي تصرفهم هذا على أحسن المحامل، واعلمي أن الشريعة عندما جعلت للأولياء كلمة ورأي، قصدت مصلحة الفتاة التي لا خبرة لها بالرجال، ولا تعرف منهم إلا الأشكال والمظاهر، والرجال أعرف بالرجال، كما أن كبيرات السن من أمهات وجدات يملكن خبرات واسعة في أحوال الناس، وما يدور في بيوتهم وأصولهم وقبائلهم وتاريخهم.

ومن هنا فنحن ننصحك أن تهتمي بوجهة نظرهم وتجتهدي في برهم، ولا مانع من مناقشة الأمر معهم بهدوء، وأرجو أن تجدي من الخالات والعمات من يقف معك ويتفهم وجهة نظرك.

والأدب والإيجابية والقدرة على الأخذ والرد، واحترام رأي الآخرين، مؤهلات مهمة لمن تريد أن تناقش، ونحن نتمنى أن تخرجي هذه الأفكار من عقلك، وتقبلي وترفضي ولكن بأدب واحترام، وربما كانت هذه الأخت مختلة في طبيعتها، والإنسان هو الذي يفرض شخصيته وذلك باحترام آراء الآخرين، وبحسن عرضه لوجهة نظره ولسعة صدره.

فلا تترددي في انتزاع حقك الشرعي في القبول والرفض مع ضرورة تحرى الأدب والحكمة.

فاشغلي نفسك بطاعة الله وعمري حياتك بذكره وشكره، وابتعدي عن المقارنات الكثيرة، واعلمي أن خوف الأسرة على البنت الكبيرة وحرصهم على زواجها، أكبر من حرصهم على الصغيرة وزواجها، ومن هنا فلا بد من التماس العذر لوالديك وحمل تصرفاتهم على أحسن الوجوه.

ولا مانع من محاورة أهلك بهدوء حتى تتمكني من تغيير أسلوب وطريقة تعاملهم، ولا أظن أن في ذلك صعوبة لكنه أمر يحتاج إلى بعض الوقت.

والله ولي التوفيق والسداد!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً