الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مجتمعي الأسري كله أناث، فتأثرت بهن، فكيف أعود طبيعياً؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب وحيد، لي أختان، وأشعر دائماً أن رجولتي ناقصة، فأنا تربيت وسط عائلة كلها إناث، من أخواتي وأمي وعمتي وخالتي، وكن نادراً جدًا ما يسمحن لي بالنزول إلى الشارع، وإن سمحن لي فلا أذهب إلى مكان بعيد، لأنني كنت أخجل كثيراً.

كبرت ونضجت وازدادت هذه العقدة النفسية معي، وأصبحت أخجل كثيراً من الخروج، خوفًا من أن يعايرني أحد بطريقة مشيتي التي أعتقد أنها مثل الفتيات، أو طريقة جلوسي ووقوفي.

وصل بي الحال إلى أني إذا رأيت أحدًا يمر من أمامي، أختبئ لكي لا يراني، أنا شخص لا أعلم كيف أتعرف على الناس، فأنا اليوم عمري 20 عامًا، ولدي 4 أصدقاء مقربين فقط، وهم حتى إذا دعوني للخروج معهم، أتحجج دائماً بأي شيء، لأنني أخاف من نظرات المجتمع لي.

تعبت من هذه الحالة، وأنا بحاجة ماسة لأتغير، وأصبح شاباً طبيعياً مثل جميع الشباب، ولا أخاف من الخروج، والتعرف على الناس، والتكلم أمامهم، أحب أن يكون لدي كثير من الأصدقاء، أخرج معهم، ونتسلى ونسهر سوياً، لكنني لا أعرف كيف يبدأ الشباب الحديث مع الغرباء أول مرة، أرجوكم أنا بحاجة ماسة للمساعدة.

وشكرا جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Imad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك دوام الصحة والعافية.

أولاً: الحمد لله أنك وصلت هذه المرحلة من التعليم، وهذا بفضل الله وتوفيقه.

ثانيًا: لا شك أن البيئة الأسرية والاجتماعية التي عشت فيها منذ الصّغر أثّرت على سمات شخصيتك وسلوكياتك الحالية، ولكن نبشّرك بأن التغيير ممكن ما دامت لك الرغبة في القضاء على المخاوف، واكتساب مهارات اجتماعية جديدة، تُحقق لك الرضا النفسي، والتوافق الاجتماعي.

ثالثًا: البداية للتغيير تكون بتعزيز الثقة بالنفس، ولا بد أن تُؤكد لنفسك أنك قادر على مواجهة المواقف الاجتماعية، وذلك بإزالة الأفكار السلبية عن نفسك، أولاً: مثل (لا أعرف، وليس لدي خبرة في تكوين الصدقات) وتصغّر الأمر، وتُقارن نفسك بالآخرين، وأنك لست مثلهم، وتخشى من الانتقادات والوقوع في الخطأ، وتتجنّب تعليقات الآخرين على أي سلوك تسلكه أمام الناس، فهذه كلها تعتبر من الأفكار السلبية، ولا بد من استبدالها بالأفكار الإيجابية، التي تعكس قدراتك ومهاراتك بصورة أفضل، وتراها بصورة أفضل أيضًا.

ولتكوين العلاقات والصداقات لا بد لك أن تضع برنامجًا اجتماعيًّا وتُدرّب نفسك عليه، والاستعانة بالنصائح الآتية:
أولاً: أن تُفشي السلام على مَن تعرف ومَن لا تعرف.

ثانيًا: الالتزام بصلاة الجماعة، وهي فرصة لمقابلة الناس الصالحين والتحدُّث معهم.

ثالثًا: قدِّم المساعدة بأي شيءٍ تستطيعه لمن تعرف ومن لم تعرف، حتى ولو كانت بسيطة، وكذلك تعوّد على تقديم الهدايا أيًّا كان مقدارها، فإن ذلك يجلب حب الآخرين لك.

رابعًا: بادر بتقديم نفسك للآخرين الذين تلتقيهم لأول مرة، بإعطائهم المعلومات الضرورية عن نفسك.

خامسًا: بادر أيضًا بإلقاء الأسئلة العامة على كل من تعرفت عليه، وقم بالتعليق على من لديه معلومات أو قصص تُحكى، وإذا لديك معلومات أيضًا حاول أن تتبادلها معهم في أمور حياتية عامة، أو في كتابٍ قرأته، أو مقال اطلعت عليه، أو برنامجًا أو فيلمًا شاهدته، فكلَّما أُتيحت لك فرصة إلى تعريف الآخرين بما لديك من معلومات فهذا قد يؤدي إلى اكتشاف الميول المشتركة بينك وبين الآخرين، والاهتمامات المشتركة بينك وبين الآخرين.

سادسًا: شارك في الأعمال التطوعية التي تجمعك بالآخرين، ولا تتردد في مشاركة الآخرين مناسباتهم الاجتماعية، وكن نشطًا في هذا المجال.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً