الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن لمن يستخدم دواء الفصام لسنين أن يوقفه؟

السؤال

السلام عليكم

هل دواء الفصام يساعد المسحور الذي هو غير مريض بالفصام؟ وهل يمكن لمن بدأ بدواء الفصام منذ سنين أن يوقفه؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرض الفصام: مرض متعدد الأسباب، ولذا علاجه يجب أن يكون متعدد الأبعاد، ومَن يرى أنه مسحور فليلجأ إلى الرقية الشرعية، ويسأل الله تعالى أن يبطل هذا السحر، وألَّا يعيش بعد ذلك في أي نوع من التوهمات، هذا هو العلاج الإسلامي.

العلماء أكدوا أن مرض الفصام يتميز بوجود اضطراب في مواد كيميائية داخل الدماغ، وهذه لا يمكن تصحيحها إلَّا عن طريق الأدوية، فإذًا يتناول الدواء أيضًا.

لا يوجد أي تناقض ما بين الأمرين، الرقية الشرعية والتوكل على الله وتناول الدواء، والإنسان حين يتناول الدواء يقوم بما أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنَزِّلْ دَاءً، إِلَّا أَنْزَلَ مَعَهُ شِفَاءً)، وقال: (لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ)، فابدأ بالدواء وقل: (بسم الله، اللهم انفعني به، لا شفاء إلَّا شفاؤك، شفاءً لا يُغادرُ سقماً).

هنا – أيها الفاضل الكريم – تكون قد جمعت تمامًا بين العلاج الدوائي والعلاج الإسلامي، وطبعًا يوجد علاج تأهيلي، وهذا مهمٌّ أيضًا، وهذا بابٌ كبير في علاج الفصام، والعلاج التأهيلي يُقصد به باختصار: ألَّا يتخلف المريض عن مهامه الحياتية، فيجب أن يكون متفاعلاً، يجب أن يقوم بواجباته، يجب أن يصلي صلاته، إن كان يرعى زوجته وأولاده، يُشارك في المناسبات، هذا هو التأهيل، وهو أيضًا مطلوب جدًّا.

بالنسبة لسؤالك الآخر: وهل يمكن ممَّن بدأ بدواء الفصام من سنين أن يُوقفه؟ بعض حالات الفصام – وهي نحو ثلاثين بالمائة 30% - يمكن للمريض أن يتوقف عن الدواء بعد أن يتم شفائه، لكن تقريبًا سبعين بالمائة 70% من مرضى الفصام يحتاجون لتناول الدواء لفترات طويلة، وربما طول العمر، وهذا الأمر – أخي علي – يجب أن يُترك للطبيب الثقة، الطبيب النفسي الحاذق يجب أن يتخذ القرار بعد التشاور مع المريض.

من أكبر المشاكل والإشكالات التي نواجهها في علاج مرض الفصام هو أن بعض المرضى يتوقفون عن الدواء دون استشارة أطبائهم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً