الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخلافات بين الزوجين بسبب تدخلات الأقارب.

السؤال

السلام عليكم..

تزوجت منذ عامين ونصف، كان زوجي يعمل في شركة في مجال الكمبيوتر، وترك الشركة قبل زواجنا بشهر، حتى يبحث عن عمل في الخارج، وفعلاً سافر بعد زواجنا بشهرين ليعمل في السعودية في مجال الشبكات والحاسب الآلي، وكانت تربطنا قصة حب شديدة.

ثم حدثت له المشاكل في السعودية، وعاد بأعجوبة بعد مرور عام من سفره، وهو حتى الآن لا يعمل، ومر على مجيئه من السفر عام وشهرين، وطوال الفترة التي قضيناها مع بعض، وبرغم الحب الشديد، لكن مشاكلنا كانت كثيرة جداً، تقريباً كل يومين مشكلة، وليس بسبب الماديات أو عدم الشغل، فأنا لم أكلمه في هذا الموضوع أبداً، غير أننا نبحث سوياً على عمل من خلال النت، أو سفر من خلال الشركات.

ولكن مشاكلنا كانت تأتي من تدخل أخته في حياتنا، فهي تريد أن تنظمها كما تشاء، بدافع الحب، فتتحكم في أكلنا وخروجنا، وأيضاً بسبب زوج أخته، فهو لا يفارقه ليلاً أو نهاراً، حيث أن هذا الشخص غير مقبول من معظم المعارف، ولكن زوجي يرى أن مصلحته معه لأنه زوج أخته يعطيه سيارته ليقضي حاجاته، وأنا أكره هذا الشخص جداً، فيجن جنوني عندما أعرف أنهما خرجا سوياً، فأنا غيورة جداً، فتحدث المشاكل من هنا، غير أن هذا الشخص فرق بين زوجي وبين زوج أخته الثاني.

ولكن كل ما يقوله زوجي: أنا ما دمت لا أعمل شيء غلط، يبقى أعمل الذي أريده، ولا يوجد أحد يؤثر علي غضبت كثيراً، وكل مرة أذهب إلى بيت أهلي، وكل مرة عند الشجار مع بعض نعلي صوتنا على بعض، وأطلب الانفصال، وأذهب إلى أهلي، ونعود ثانية لبعض، وهكذا.

وآخر مرة كانت المشكلة أكبر، والأهل تدخلوا، وأنا عند أهلي الآن منذ شهرين، ووالدي قال له: عندما تشتغل تعال خذها تعيش معك، ومر بعض الوقت، وجاء زوجي ليأخذني أنا وابني، فقال له والدي نفس الكلام، وأنا قلت له: لن أرجع ما دام زوج أختك يتدخل في حياتنا، فغضب، وقال: ليس من حق أهلك أن يكلموني في مواضيع شغلي، والمفروض تكوني معي على الحلو والمر، وليس فقط على الحلو، وأنا لن آتي كي آخذك مرة ثانية، وإذا أردت أن تعودي فتعالي.

أنا الآن لم أعرف الصح من الغلط، وماذا ينبغي لي؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ناني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يرزقه بعمل طيب حلال، وأن يعينك على الصبر وتحمل الأذى.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي أراه أن ظروف زوجك وعدم وجود عمل له حالياً هو السبب في تعلقه بزوج أخته بهذه الصورة، وإلا لو كان لديه عمل يشغله، فأعتقد أن الأمر سيكون أخف من هذا.

ولذلك أقول لك لابد أن تراعي ظروف زوجك، وطلبك منه الانفصال عن زوج أخته أو الابتعاد عنه الآن غير منطقي؛ لأنه ليس أمام زوجك من سبيل آخر حالياً، خاصة وأنه يقدم له سيارته كما ذكرت، فرجائي أن تراعي ذلك، وألا تكوني عقبة في طريقة استقرار أسرتك، وأن تتحملي حتى يجد زوجك عملاً يشغله عن زوج أخته، وأعتقد أن أخته كذلك نفس الشيء.

ولا أدري لماذا الغيرة الشديدة منه على زوجك، كان من حقك أن تغاري لو كانت العلاقة مع امرأة، أما الغيرة من الرجل فلا مبرر لها عموماً، لذا أنصحك بالعودة إلى منزلك، ومراعاة الظروف التي تمرون بها، وعدم إثارة الخلافات الجانبية.

واعلمي أن هذه المشاكل كلها ستنتهي بمجرد حصول زوجك على عمل مناسب، فاصبري الصبر الجميل، وقفي بجوار زوجك، وأكثري له من الدعاء أن يمن الله عليه بعمل طيب ومناسب عاجلاً غير آجل.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً