الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرتبك وأتوتر عند التحدث مع الآخرين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، عمري 22 سنة، ولله الحمد أحفظ 20 جزءاً من القرآن الكريم، أعاني من مشكلة: الارتباك والتوتر عند التحدث أمام الآخرين وعلى الهاتف أيضاً، إلا أنني بمجرد أن أبدأ قراءة القرآن ينطلق لساني بسلاسة، فكيف أستطيع التغلب على هذه المشكلة؟

أيضاً منذ زمن كنت أرتكب ذنباً وتركته، ولكن للأسف فعلته من جديد، وأشعر بندم شديد لفعلي هذا، وأنزعج من نفسي لكوني أحفظ من القرآن ولا زلت أفعل هذا الذنب، هل من ذكر يعينني على ترك الذنب لكي أتوب لله تعالى؟

وجزاكم الله عني خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Bashar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

‏أولاً: نهنئك يا بني بحفظ كتاب الله تعالى فهذه هي التجارة الرابحة كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ كِتَـٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُوا۟ مِمَّا رَزَقۡنَاهُمۡ سِراً وَعَلَانِيَة يَرۡجُونَ تِجَارَة لَّن تَبُورَ﴾ [فاطر 29].
‏وفي الصحيح عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).

مشكلتك الوحيدة يا بني هي: أنك لا تثق بنفسك، ولا شك أن هذه المشكلة تعتبر من المشاكل المعتادة لدى من هم في سنك حالياً وسوف تتجاوزها بمشيئة الله تعالى، وأنت في الطريق الصحيح لاسيما وأنك ذكرت أنك كلما قرأت القرآن فإنك تشعر بالثقة بنفسك، وتتحدث بطريقة صحيحة وسليمة.

وهذه أول خطوة يمكن أن تخطوها وهي: أن تحافظ على قراءة كتاب الله -عز وجل- فهو الذي يقوم اللسان، وهو الذي يزرع الثقة بالنفس؛ لأنه كلام -الله عز وجل-، ومن الأمور التي يمكن أن تستفيد منها ما يلي:
أولاً: لا تفكر في كلام الناس حولك إذا كنت تتحدث أو تتكلم، فعليك أن تركز فقط على كلامك أنت، وتركز على المعاني التي سوف تطرحها والتي سوف تقولها، ولا تركز على ردود فعل الآخرين.

ثانياً: حاول أن تدرب نفسك في البيت مثل تمرين المرآة حيث تقف أمام المرآة، وتحضر قطعة تلقيها وأنت تنظر إلى نفسك في المرآة لمدة 5 أو 10 دقائق، أو حاول أن تستخدم التسجيل الصوتي في الجوال على سبيل المثال، يمكن أن تحضر قطعة أدبية أو موضوعاً معيناً ثم تقوم بتسجيلها في الجوال، ثم تستمع لكلامك مرة أخرى، فإذا وجدت بعض الأخطاء في أسلوب الإلقاء وفي الكلمات يمكنك تداركها وتسجيلها وإعادة التسجيل مرة أخرى.

ثالثاً: يمكنك أيضاً أن تسجل أمام أحد من إخوانك الذين لا تخجل منهم، وهكذا يمكن أن تزيد العدد في كل مرة تسجل أمام اثنين أو ثلاثة من أصدقائك إلى أن تتمكن من الإلقاء أمام عدد كبير، وهذا سوف يمهد لك الطريق لأن تكون خطيباً ناجحاً مستقبلاً -بإذن الله-، ليس فقط في خطبة الجمعة وإنما يمكن أن تلقي أي كلمة عامة في محفل عام.

‏أما من حيث الأدعية: فلا يوجد دعاء مخصص لهذه الحالة، ولكن يمكنك الاستعانة بالأدعية مثل: دعاء نبي الله موسى -صلى الله عليه وسلم- عندما قال ما حكاه الله -سبحانه وتعالى- عنه في القرآن: (رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي).

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً