الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التخلص من الحساسية الزائدة وتوابعها واللامبالاة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحقيقة أني أعاني من حساسية شديدة (أعني أنني شخص حساس جداً) لأي موقف في حياتي، وأرجو أن تكون لدى حضرتك سعة صدر كي تسمعني وتجيبني بإذن الله تعالى.

أبلغ من العمري (21) عاماً وفي السنة الأخيرة من الدراسة في كلية تجارة قسم إنجليزي، مشكلتي هي حساسيتي الشديدة التي جعلت عندي نوعاً شديداً من الوسوسة، وقد زادت بسبب عدة تجارب صعبة: منها أنني فقدت أمي الحبيبة منذ عام بعد أن عانت بشدة من المرض لمدة عام تقريباً، وكنت مستاء عليها جداً، وكانت علاقتي بها قوية جداً، وكانت الوحيدة التي أستطيع أن أكلمها فيما أريد دون أي حرج، ومنذ وفاتها أصبح عندي هاجس شديد، وخوف مرضي على كل من أحب، وأخاف بشدة من أن أفقدهم، بل وأخاف من كل ذنب صغير أو كبير أقع فيه من أن يسبب لي الابتلاء كعقاب، بل وأتحسس نفسي كثيراً خوفاً من أي شيء.

وهناك شيء آخر أنني قد غيرت سكني أنا وأهلي أثناء مرض أمي -رحمها الله- وأصبحت بعيداً عن أصحابي الذين اعتدت عليهم ولم أجد غيرهم إلا أصحاب جيدين ومتدينين إلا أننا لا نتقابل إلا للمشاركة في أعمال خيرية فقط ف( %99) من مقابلتنا تكون لهذا الغرض، ولكن لا تسنح فرص لأي أغراض ترفيهية أو رياضية، ولا أجد فيهم شخصاً مناسباً أحدثه عما بصدري أو أشكو له أي شيء خاص، إنني سريع الاكتئاب، وأخشى جداً أنني إذا شكوت لأحد قد أنقل له هذا الاكتئاب وأنا لا أحب هذا طبعاً.

وهناك شيء آخر: الحقيقة أني منذ الصغر وأنا أسمع عن الموت ولا أجد أحداً يتحدث في الدين إلا ويتخذ من الموت أصلاً ومحورا يتحدث حوله ومن خلاله، ولكن هذا الأمر جعل عندي لا مبالاة مقرفة بأمور الدنيا ( لا أحب هذه اللامبالاة) ولا أهتم مثلابدراستي إلا في آخر العام، ولا أشعر أن عندي طموحاً حقيقياً وهدفاً واضحاً أستطيع أن أجمع به بين الدين والدنيا (سمعت عن كلمة تقول: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا)، كيف أطبقها؟

باختصار:
1) كيف أتخلص من الحساسية أو بالأحرى توابعها السيئة؟
2) نفسي أجد شخصا أكلمه عن كل شيء بداخلي دون حرج أو حساسية؟
3) نفسي أتخلص من لامبالاتي وعدم وجود طموح كبير؟
4) نفسي أعرف قدراتي وأجد من يوجهني من أجل أجد نفسي؟
5) لا أريد أكون كئيباً؟

وأعتذر عن الإطالة، وأرجو الإجابة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

من الملاحظ في رسالتك أنك -والحمد لله- على إدراكٍ تام بالجوانب التي يمكن أن نسميها سلبية في حياتك وشخصيتك، وبالطبع إذا أدرك الإنسان مشكلته فهذا هو نصف الحل.

ومن هنا أنت محتاج فقط لإرادة التغيير نحو الأفضل والأحسن، بمعنى أن تعمل على استبدال كل ما هو سلبي في حياتك بما يقابله من إيجابيات، هذا هو مبدأ العلاج العام، وهنالك نقاط خاصة أرجو أن تسترشد بها وهي:

1- ضرورة أن تعبر عن نفسك أولاً بأول، ولا تدع أي تراكمات واحتقانات داخلية، فالتعبير عن النفس خاصةً في الأمور الغير مرضية يعتبر نوعاً من التفريغ العلاجي النفسي.

2- يجب أن تقبل نفسك وتتصالح معها، ثم تسعى لتطويرها، وذلك بوضع أهداف واضحة في الحياة وتوفير آليات التنفيذ حسب الإمكانيات المتاحة لك.

3- لا تحاول أن تفرض قيمك ومفاهيمك الشخصية على الآخرين، وأن تقبل ما تراه مناسباً معك حين يصدر منهم.

4- واصل في الأعمال الخيرية التي تقوم بها، ومن خلالها يمكنك أن توسّع من دائرة تواصلك الاجتماعي، والعمل الخيري الاجتماعي يجعل الإنسان يشعر بقيمة ذاتية أكبر.

5- بما أنك غير مرتاح المزاج سيكون من الأفضل لك أن تتناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، والدواء الأفضل في حالتك يُعرف باسم بروزاك، أرجو أن تتناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، وإن شاء الله سوف تجد أن مزاجك قد تحسن كثيراً.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً