الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرهاب الاجتماعي الظرفي الاجتماعي وكيفية التخلص من آثاره

السؤال

السلام عليكم.
أعترف بأنني أعاني بما يسمى (الرهاب الاجتماعي) وقد مللته جداً، فهو قد شكّل لي عائقاً كبيراً أمام أصحابي، حيث كنت أيام الطفولة لا أذكر أن هذا المرض كان بي، فقط كنت طفلاً هادئاً، لا أعرف خفقان القلب والتعرق ولا الارتعاش، لكني كنت خجولاً، وهذا الذي حصل مع التقدم بالعمر وبالذات في المرحله الثانوية، ولكن بإرادتي حاولت أن أزيل هذا المرض حتى تمكنت قليلاً وهذا بفضل الله سبحانه.

ثم ما لبث إلا أن رجع مرةً أخرى، كم من المناسبات لأصدقائي وأحبابي لا أحضرها فأتحجج لهم بحجج واهية، وإن حصل وجلسنا مع بعض وأخذنا بالتحدث تكون الأمور عندي بشكل سليم جداً جداً، لكن إن دخل شخص -و إن كنت أعرفه- فينتقدني أو يمازحني يخفق قلبي وأبدأ بالارتعاش ولا أستطيع أن أرد عليه، وأحياناً أقوي قلبي وأرد عليه لكن بلهجة غاضبة جداً، وأجلس فترة ما بين نصف ساعة إلى ربع ساعة لا أحادثه صراحة، بل لا أضع عيني بعينه خوفاً أن يعيد الكرة، ثم أرتكب فيه حماقة لا تحمد عقباها رغم أنه يمازحني، لكني أعتقد أنه ينتقدني، ويوجه اللوم لي، وهذا هو المرض بعينه (أعترف)!!
وفي عملي الأمور عندي جيدة، حيث أني أتولى عملاً إدارياً، وأقوم بمقابلة الجمهور، وآخذ معهم وأعطي، بل أضحك وأمزح معهم، لا توجد لديّ مشكلة معهم أو مع أحد، حتى في الشارع أتكلم بصوت خافت أو عالي لا يهمني كأنه ليس بي مرض، ومحافظ على الصلوات ولله الحمد، ومعاملتي مع أهل الحي جداً طيبة، أحادث من أشاء فيهم، وأسلم على من قابلني منهم.

لا أكترث بهذا المرض؛ لأنه وببساطة غير موجود في الوقت الحالي، إلا أنه يُخرج رأسه إذا قام أحدٌ ينتقدني وهو يقصد بهذا المزح، أو إذا تحولت إليّ النظرات إما صامتة وإما ضاحكة، هنا يبدأ الخفقان ويبدأ التعرق ويبدأ الارتعاش، وأخيراً في دراستي الحالية لا أشتكي من تجمع الطلبة أو ما شابه بل أشارك الطلبة في أسئلتهم إذا أشكل عليّ شيء، ومع هذا كله أحمد الله على ما تفضل عليّ من النعم والعافيه، والحمد لله.

بعد هذه الديباجة، إخواني الدكاترة! ما هو العلاج للأعراض التي ذكرتها سابقاً؟
وقد سمعت عن الدواء زيروكسايت، هل له أعراض؟ وهل يصلح لمن يأتيه حساسية بالصدر ( كتمة) كل ستة أشهر؟

وجزاكم الله خيراً وغفر الله لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Man حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يا أخي الذي تعاني منه هو درجة بسيطة من الرهاب الاجتماعي، والرهاب الاجتماعي يمكن أن يكون رهاباً شاملاً مطبقاً، أي في جميع الأوقات والظروف، ويمكن أن يكون من النوع الذي يحدث في أوقات أو في مواقف معينة، وهذا هو الذي نرى أنك تعاني منه، كما أن الكثير من حالات الرهاب الاجتماعي تكون قد بدأت في مرحلة الطفولة، وأكثر هذه الحالات ربما تبدأ في نوع من التخوف من المدرسة أو الدراسة.

هذه المخاوف يا أخي تواجه بالثقة بالنفس والقوة وعدم تجنب المواقف، خاصة أنك –وبفضل من الله تعالى- لا تعاني من علة معيقة، فأنت جيد في محيط عملك ومتواصل، وهذه الحالات تنتابك في أوقات وأوضاع بسيطة، فعليك أن تكون أكثر ثقة بذاتك، وأن تواجه وأن تتجاهل الجانب السلبي أو الجانب الذ يسبب لك هذه المخاوف.

لا شك أن الأدوية العلاجية ممتازة ومفيدة، وكما ذكرت في رسالتك نقول أن الزيروكسات هو من الأدوية الجيدة والممتازة، وفي حالتك لا أرى أنك في حاجة إلى جرعات كبيرة منه، حبة واحدة في اليوم سوف تكفيك ولكن ابدأ في الأول تدريجياً بتناول نصف حبة في اليومليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى حبة كاملة، واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبةليلاً لمدة أسبوعين ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين أيضاً، وأرجو أن أؤكد لك أن الزيروكسات لا يتعارض مطلقاً مع حساسية الصدر إن وجدت، وهو دواء سليم جداً.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً