الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ارتكبت بعض الذنوب وأهملت واجباتي، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب في ثالث ثانوي دفعة 2023، بعد رمضان وأنا لا أعمل واجباتي بإتقان، أغشها حتى أدخل الحصة، وأهملت كثيراً، وفعلت العادة السرية، وشاهدت أفلاماً إباحية كثيرة، وفي كل مرة أتوب وأنتبه لنفسي ثم أرجع للذنب مرة أخرى، ودرجاتي غير جيدة، وامتحاناتي بعد 18 يوماً من الآن.

كنت أذاكر منذ بداية السنة بشكل جيد، لكن من بعد رمضان حصل معي ما حصل! فهل ربي سيجعلني أرسب لأني فعلت كل هذه الذنوب ولن يكرمني؟ أهلي تعبوا معي كثيراً، ولا أريد أن أكسر نفوسهم، لكني لا أعرف لماذا فعلت هذا؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ه. م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: نريد أن نذكرك بأن الله هو الرحيم الغفور، وهو قادر على أن يغفر لك ويتوب عليك إذا تبت وندمت على أفعالك. الأمور التي ذكرتها هي أخطاء وتصرفات غير صحيحة، ولكن لا يجب أن تؤدي إلى الاستسلام والتشاؤم، من الضروري أن تعمل على تغيير سلوكك وتصحيح أفعالك. ثم قم باتخاذ الخطوات التالية:

1. توجه إلى الله بالندم الصادق على ما قمت به واستغفره، وتعهد بعدم العودة إلى تلك الأفعال مرة أخرى، يقول الله تعالى: ﴿فَمَن تَابَ مِنۢ بَعۡدِ ظُلۡمِهِۦ وَأَصۡلَحَ فَإِنَّ ٱللَّهَ یَتُوبُ عَلَیۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُور رَّحِیمٌ﴾ [المائدة ٣٩].

2. تحمل مسؤولية أفعالك وواجه عواقبها. قد تحتاج إلى العمل بجد لتعويض الوقت الذي قد تكون قد أضعته. اتخذ إجراءات عملية لتحسين دراستك والتحضير للامتحانات القادمة.

3. قد يكون من المفيد أن تتحدث مع شخص موثوق به، مثل والديك أو مستشار مدرسي، حول مشاعرك وتحدياتك الحالية. قد يقدمون لك الدعم والمساعدة اللازمة.

4. حاول تنظيم وقتك بشكل جيد وتحديد أولوياتك. قم بوضع خطة دراسة محكمة وانضبط في تنفيذها. استغل وقتك بشكل فعّال وتجنب التشتت والتسليم للمشتهيات.

5. العادة السرية ومشاهدة الأفلام الإباحية تؤثر سلبًا على الصحة العقلية والجسدية. حاول أن تركز على اتباع نمط حياة صحي، بما في ذلك النوم الكافي والتغذية الجيدة وممارسة الرياضة.

6. تذكر أن ما أصابك فإن الله لا يحبه، ولا يرضاه لك، وبالتالي فلا تستطيع أن تحمل عواقب أفعالك السيئة لربك-جل جلاله- بل هي عواقب أفعالك التي فعلتها أنت، وأنت مسؤول عن إصلاحها، كما كنت مسؤولاً عن فعلها ابتداء.

وأنت تتساءل: (فهل ربي سيجعلني أرسب لأني فعلت كل هذه الذنوب ولن يكرمني؟)، وفي نفس الوقت تذكر بأنك تهمل دراستك وتغش في الواجبات، وتريد أن تنجح! لا شك أن هذا أمر غير منطقي بالطبع!

عموماً، لا تفقد الأمل وحاول أن تنظر إلى المستقبل بإيجابية. قد يكون هذا الانتكاس جزءًا من رحلتك في النمو والتطور الشخصي. اعمل بجد وتصرف بحكمة، وبإذن الله ستتجاوز هذه التحديات وتحقق نجاحك الشخصي والأكاديمي.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان) رواه مسلم.

نسأل الله أن يرزقك التوبة والرشاد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً