الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم قيام الزوجة بحقوق الزوج والموقف من ذلك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.
لدي مشكلة وأريد النصح: أنا متزوج منذ بضع سنين، ولي بنت، لكن صبري على زوجتي بلغ حده، هي ليست سيئة الخلق، إنما مشكلتها أنا كلما عانينا مشكلة بادرت إلى الإصلاح من باب تقوى الله وليس الضعف.
إلا أن هذه المرة بلغ الأمر حده، فهي لا تكلمني منذ ثلاثة أشهر، وبدلاً من أكون أنا الذي أؤدب بالهجر، هجرت هي المضجع، ولا تقوم بخدمتي، أو البر بضيوفي.
ومشكلتها يمكن إيجازها في: الغرور، والمعاملة بالند، وأقوم بكل الأعباء أنا، وتعمل ولا أسألها عن مالها ولا تساعدني إطلاقاً، وهي شديدة القسوة معي.
فكرت ملياً في الطلاق وأرى أنه لم يعد لي خيار، البنت لها، ونتيجة لعدم رجاحة عقل زوجتي مال قلبي إلى غيرها، وهذا هو الأمر الأخطر، أطلب النصح فأنا أخشى الظلم أو اتباع الهوى، وقد أوجزت كثيراً عما أعانيه منها، إنها نتاج القوانين الوضعية، فمن جهة نؤدي واجبنا كما أمرت شريعة الإسلام، ويتعاملن معنا في حقوقنا وفق منهج الغرب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنّه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يهديك ويصلح بالك وأن يُصلح لك زوجتك .
وبخصوص ما ورد برسالتك، فثق وتأكد من أن صبرك على ما ذكرته من صفات زوجتك كله بلاء مأجور، ولن يضيع أجرك على صبرك عند الله الذي يحب الصابرين ووعدهم بالأجر العظيم في الدنيا والآخرة، ومما لا شك فيه أن كثرة المشاكل وقلة التفاهم وانعدام الانسجام من الأمور المزعجة حقاً، خاصة إذا كان ذلك داخل المنزل الذي يُفترض فيه أن يكون هو الجنة التي يأوي إليها الإنسان بحثاً عن الأمن والأمان والحب والسعادة.
لذا أرى قبل اتخاذ قرار الطلاق، أن تعقد جلسة مصارحة مع زوجتك، وأن تشرح لها ما تنكر عليها، وأن تشعرها بنفاد صبرك، وأن تضعها أمام الحقيقة المرة التي أوصلتك إليها، فإذا أبدت استعداداً للتغيير ووعدت بذلك وآنست منها الصدق، فأرى أن تعطيها فرصة، مع رجاء إشعارها بأنك على استعداد للتضحية بها وحتى بابنتك إذا لم تغير من سلوكها وتعدل من وضعها، فإن بدأت في التجاوب والتفاعل معك ومع ملاحظاتك، وأخذت كلامك بعين الاعتبار، وبدأت فعلاً بالتحسن، فأرى أن تمسكها وتعفو عن زلاتها، وتجتهد في مساعدتها، مع مراعاة أنها لم ولن تصل إلى الكمال دفعةً واحدة، حتى ولو على دفعات؛ لأن طلب الكمال من المحال.

وإذا لم تتجاوب معك وكابرت وأنكرت، وشعرت منها بعدم الاستعداد، فما شرع الله الطلاق إلا حل لمثل هذه المشكلة، فاستخر الله وتوكل عليه، وسرحها، ثم تزوج بمن تر أنها قادرة على إسعادك ومساعدتك على أمر دينك وديناك، وأوصيك بالدعاء أن يشرح الله صدرك للذي هو خير، وأن يقدر لك الخير حيثما كان وأن يرزقك الرضا به، إنه جوادٌ كريم.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً