الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أوقفت زوجتي عن الدراسة، فهل هذا ظلم لها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

تزوجت من فتاة عمرها 17 سنة، وأنا عمري 29 سنة، زوجتي حصلت على شهادة البكالوريوس في الآداب بامتياز قبل الزواج مباشرة، والحمد لله علاقتي مع زوجتي جيدة، هي الآن حامل وعلى وشك الوضع إن شاء الله.

وقبل الزواج -وخلال معرض حديثنا عن متابعتها للدراسة بعد الزواج- كان رأيها غير ثابت، وتم طرح موضوع الدراسة عن بعد، وبالنسبة لي قلت لها: ليس لدي أي مانع، بعد الزواج دخلت أختها المتزوجة أيضاً، لكن زوجها يشتغل في أوربا، وهي تقطن طنجة ( المغرب)، والمسافة إلى الكلية بمدينة تطوان (60 كلم)، واقترحت على زوجتي أن تدخل هي أيضاً، ووافقت في البداية، لكنني بعد ذلك تكلمت مع زوجتي عن عوائق متابعتها لهذه الدراسة؛ السفر إلى تطوان مرة أو مرتين في الأسبوع، وأيضاً هي حامل ولا تستطيع إكمال المشوار خصوصاً هذه السنة.

وكذلك عن آفاق هذه الدراسة ( ثقافة عامة فقط )، وكنت أدخلت زوجتي إلى ناد لتتعلم الخياطة والطرز والرسم على الزجاج إيماناُ مني على أن ما يناسب المرأة المتزوجة هو هذه الصناعات والأعمال اليدوية التي يمكن أن تقوم بها وهي داخل بيتها وبجانب أطفالها، فلم يكن من زوجتي إلا أن أوقفت الكلية وتشبثت بالنادي وأطاعتني ورضيت باقتراحي.

سؤالي هو: هل ظلمت زوجتي بحرمانها من متابعة الدراسة ؟ هل أنا آثم؟ إنني لا أحب الظلم ولا أريد أن أظلمها.
أفيدوني وجزاكم الله خير الجزاء.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مروان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

فليس في الذي فعلته ظلم لزوجتك، وليس هناك شيء أفضل للزوجة من طاعة ربها، ثم إرضاء بعلها، ولزوم بيتها لتربية أولادها وخدمة زوجها وتلاوة كتاب ربها، فكيف إذا رزقت بعد ذلك مهنة وحرفة تستطيع أن تجني من خلالها الفائدة المادية وتملأ فراغها بما فيها نفع وفائدة؟

وإذا تعلمت المرأة ما تصحح به عقيدتها وعبادتها، وما يمكنها من القيام بدورها كأم وزوجة، فماذا تريد بعد ذلك؟ وأرجو أن يعلم الأخوات أن كل امرأة لا تحتاج الأمة إلى خدماتها وليس هناك ضرورة تدفعها للعمل خارج المنزل، فلا فائدة في عملها، فكيف إذا كانت تترك وظيفتها الأصلية التي هي سر شرفها وتكريمها؟!

إن حاجتنا كبيرة للأم التي تجلس في بيتها وتحسن تربية أولادها، وتُعين زوجها على النجاح والفلاح، ولا يخفى عليكم أن حسن تبعل المرأة لزوجها وقيامها بحقه يعدل أشرف الأعمال وذروة سنام الإسلام، كما أخبر بذلك رسولنا عليه الصلاة والسلام، عندما سألته خطيبة النساء أسماء بنت زيد عليها من ربها الرحمة والرضوان .

وقد أحسنت بفعلك هذا، وأحسنت هذه الزوجة بسرعة استجابتها، ونسأل الله أن يحفظك ويحفظها، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً