الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض أهل الفتاة تزويجها ممن تحب بسبب إعاقتها

السؤال

السلام عليكم.

أحبني شاب وأحببته، لكنه ليس معي في مجال الدراسة، وأنا أعاني من شلل في الأرجل، لكنه كان متقبلاً للوضع، ولم يوجه لي أي شيء أحس به بنقص، كان يعاملني بأني ليس بي نقص، فأنا أحببته لأخلاقه وطيبته، فهو يصوم ويصلي، واطمأننت له، وعندما سألني للتقدم لخطبتي صارحته من البداية بأن أهلي لا يريدون تزويجي، لكنه قال لي بأنها فترة وتمضي، وعندما يرون أني أحبك وتحبينني ممكن أن يختلف الأمر.

وتقدم لخطبتي مع أنه أخبرني بأن والدته معارضة بسبب وضعي الصحي، ولكنه استمر على رأيه، فتم الرفض من أهلي، وتقدم أكثر من مرة، وكان الرفض من أهلي سواء هو أو غيره، وهم مصرون على عدم تزويجي، ومرت ثلاث سنوات وأنا على علاقة معه، أتكلم معه على الهاتف ونلتقي، ولكن دون علم من أهلي، ولكنه ظل على وعده أن نبقى على أمل موافقة أهلي.

والآن هو منقطع، وقال بسبب العمل، ولكنه كان على اتصال دائم للاطمئنان عني، ولكنه حالياً لم يعد يتصل، وأنا أتساءل: هل من الممكن أنه تخلى عني؟

فسؤالي أنا في حيرة، وأحاول أن أنساه، ولكن هل من سيئة في فترة مقابلته ومكالمته لي. أرشدوني لطريقة نسيانه، ولكني غير قادرة على نسيانه، فما الحل؟ أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Anous حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبك، وأن يجبر كسرك.
فإن رفض أهلك ليس له ما يبرره، وما كنت تقومين به لن تجدي من يؤيده؛ لأن شريعة الله ترفضه، فاجتهدي في نسيان ما حصل، ولا تشغلي بالك بمن تركك، وتناسي كل ما حصل، واستغفري ربك وتوبي، وأبشري فإنه سبحانه يغفر الزلل.

ولست أدري لماذا يرفض أهلك موضوع زواجك؟ مع أنه سوف يكون فيه خير كثير لك بحول الله وقوته، فقد يرزقك الله ذرية تعينك على صعوبات الحياة، وتكون إلى جوارك في مستقبل الأيام ليقوموا بخدمتك وتقريب البعيد، ولكني أنصحك بالحرص على طاعة الله الذي ييسر الأمور ويشرح الصدور ويرزق القبول ويحقق المأمول، وابتعدي عن المعاصي فإن لها شؤما وآثاراً مدمرة، ومن آثارها تعسير الأمور وعدم التوفيق، وضيق الصدر وظلمة الوجه والبغض في أعين الخلق.

واعلمي أن مما يعينيك على نسيانه بعد توفيق الله ما يلي:
1- اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
2-تعمير القلب بالإيمان وبمحبة الرحمن.
3- التخلص من ذكريات أيام الغفلة وآثارها كرقم الهاتف والصور، وكل ما يذكر بالماضي.
4- شغل النفس بالمفيد والمواظبة على طاعة الله المجيد.
5- تفادي أسباب رفض الأهل، وذلك بمشاورتهم وإقناعهم، ومحاورتهم ووضعهم في الصورة عند حصول أي علاقة.
6- تأسيس العلاقات وفق الضوابط الشرعية، وذلك بأن يكون اللقاء بحضور الأهل وعلمهم.
7- دربي نفسك على أسوأ الاحتمالات، فقد لا يحصل بينكما لقاء ولن يضرك ذلك إذا استعنت بالله.
8- ضعي عدم موافقة والدته في الاعتبار.

وأرجو أن تحرصي على تقوى الله وطاعته، واحرصي على تأسيس كل علاقة وفق ضوابط الشريعة وأحكامها، ومرحباً بك في موقعك وبين إخوانك.
ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً