الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعامل مع الأب لرفضه الخاطب بسبب بعده

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.
أنا فتاة تونسية أبلغ من العمر 25 سنة، تعرفت على شاب دمث الأخلاق ومن عائلة محافظة، وتعاهدنا على الزواج، ولكن أبي وبعد أن وافق مبدئيا عندما قابله لأول مرة وأعجب بأخلاقه، إلا أنه تراجع ورفض زواجي منه دون أن يعطي سبباً مقنعاً.

مع العلم أن هذا الشاب ذو مستوى علمي مرموق، ويعمل إطارا بإحدى المؤسسات العمومية، والجميع يشهد له بالكفاءة، والأخلاق العالية، عيبه الوحيد حسب والدي أنه ليس من جهتنا ( يقطن على بعد 150 كم) وأنه لا يملك معلومات كافية عنه مع العلم أن هذا الشاب أعطاه عنوانه ولم يمانع من أن يسأل عنه من يشاء.

أرجو أن تعطوني جواباً شافياً عساني أحاول إقناع أبي، خاصة وأنني متمسكة به، وأرى فيه الزوج الصالح لي وأبي يقول لي دائماً أنه ليس له اعتراض على الشخص في حد ذاته، ولكنه لا يتصور أن ابنته ستتزوج وتبتعد عنه، أريد أن أسأل هل تمسكي به يعتبر عصياناً لوالدي؟
والله لا يضيع أجر المحسنين.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رؤى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنسأل الله أن يسهل لك الأمر وأن يقدر لك الخير.

فإن حرص ذلك الشاب على توضيح عنوانه ورغبته في السؤال عنه والاستفسار بعمق الثقة فيه، ويؤكد أصالة معدنه وثقته بنفسه، وإذا كان من أهل الدين والأخلاق وحدث بعد رؤيته الارتياح والوفاق ووافق الوالد عليه، فلا عبرة بما قاله بعد ذلك، ولكننا ننصحك بالاجتهاد في إرضائه، ونتمنى أن تجدي من يعينك على ذلك من أعمام وعمات، ولست أدري أين دور الوالدة ورأيها وتأثيرها في إقناع الوالد.

وأرجو أن تشكري للوالد مشاعره الطيبة، وأكدي له أن هذه هي الحياة التي تجمع الناس ويتفرقوا، وقولي له بلطف: لو كنت أعلم أنكم تدومون لي لما رغبت في الابتعاد عنكم، وأكدي له رغبتك في الارتباط بالشاب، وأكدي له أنك لن تتأخري من زيارته والسؤال عنه والاهتمام به؛ لأن هذا واجب تمليه شريعة الله عليك، مع ضرورة أن تحاولي كذلك معرفة المخاوف الأخرى والاجتهاد في إزالتها.

واحرصي على أن تكون علاقتك بالشاب تحت سمع الأهل وبصرهم، وليس في تمسكك بالشاب عصيان للوالد الذي لا يمانع من أمر فيه مصلحة، وإنما الطاعة في المعروف، وطالما كان انطباعه عن الشاب جيداً فهذه هي أهم الخطوات.

فكرري طلبك بأدب وأكثري من التوجه إلى من يجيب من دعاه وأشغلي نفسك بما يرضي الله، واجتهدي في بر والديك وكوني وصولةً للرحم وعوناً للفقراء والمحتاجين، ولن يضيع الأجر والثواب عند رب العالمين الذين وعد بتيسير أمر المتقين، وهو سبحانه: (( مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ))[النحل:128].

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً