الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالخوف وصعوبة التنفس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.
مشكلتي هي منذ سنة 1986 أعاني من التهاب جفاف الأنف (رينايتس سيكا)، واستعملت الكثير من الأدوية حتى سنة 1995 توصلت إلى التشخيص الصحيح، وذلك بفضل الله ثم بفضل الأستاذ الدكتور المرحوم هشام فؤاد رحمه الله، حيث لم أترك أخصائياً لم أذهب إليه، ودون جدوى، ولكن عندما تم التشخيص من قبل الأستاذ المرحوم وهو جفاف غشاء الأنف شعرت بالتحسن والحمد لله، ولكن سنة 1995 بدأت أشعر بطعم غريب بفمي وخصوصاً بعد الغداء، وبدأت من جديد أبحث عن السبب، عملت تحاليل ومنظاراً للمعدة عدة مرات، وكان لدي بكتيريا (هيلكوباكتر بلورى)، وأخذت العلاج المناسب لها، ومع هذا استمرت أعراض الطعم الغريب بفمي، قمت بعمل أشعة كمبيوتر وتخطيط على الرأس، وكان سليماً والحمد لله.

قالو لي أنه سحر، وتعالجت بالرقية الشرعية، وفعلاً تقيأت شيئاً أسود، وبعدها أصبحت أحلم كوابيس، وبعدها تعرضت لظروف عاطفية قاسية جداً من خيانة إلى غير ذلك من المشاكل العاطفية التي فعلاً في غنى عنها، وأصبحت أشعر بشعور غريب كالخوف الشديد أو الرهبة، ولا أطيق سماع القرآن، وبشهر رمضان الماضي في العشر الأواخر تحديداً أصبحت أشعر بضيق بالتنفس، وأشعر عندما يكون الجو ساخناً أني لا أستطيع أن أتنفس، أو كأن أنفي مقفل، وصداع شديد جداً من خلف الرأس، أي: من الجهة الخلفية للرأس، هذا الصداع يأتيني صباحاً فقط، ويزول بعد الإفطار.

ذهبت إلى أخصائي باطنية، صرف لي (أتيفان 1ملج)، وبعدها تركت هذا الدواء، وذهبت إلى استشارى أمراض نفسية، فصرف لي (زيروكسات واكساناكس 20ملجم زيروكسات صباحاً، ونصف قرص من اكساناكس صباحاً وبعد الظهر وواحدة مساء لمدة أربعة أسابيع) بالنسبة إلى اكساناكس مع تخفيض الجرعة، وأيضاً أصبحت أشعر قبل العلاج أن لا قوة لي، وكنت أتعب حتى مع المشي أو المجهود البسيط، علماً أني كنت رياضي كرة قدم، وبعد هذا العلاج رجعت إلى بلدي، وذهبت إلى استشاري أمراض نفسية، وبدوره طلب مني أخذ 40ملجم زيروكسات صباحاً مع مراجعته بعد شهرين، وقمت بمراجعته وسألني: كيف أشعر الآن، فعلاً يوجد تحسن بسيط، ولكن الآن وخاصة بعد العصر أشعر بضيقة بصدري.

وأيضاً نسيت أن أخبركم بالرجفات التي بجسمي مثل النبض، وأيضاً أحياناً مثل الحشرة التي تمشي بدمي، وأحياناً أتثاءب كثيراً، وهذه النوبة(الضيقة بالصدر) إن لم تأتني تتغير إلى خوف، وكل يوم بهذه الطريقة، ولأن بعد المراجعة صرف لي ريميرون(ميرتازابين) مع الزيروكسات 40ملجم، ولكن بالمساء مع أيضاً ريفوتريل، ولكن عندما قرأت نشرة دواء ريميرون لم أتناوله ولا ريفوتريل، واستمريت فقط على زيروكسات 40ملجم صباحاً، علماً أني الآن في الشهر الثالث من العلاج بالزيروكسات، ولكن الشعور بالضيقة بعد العصر مستمر كما ذكرت لكم، إن لم تكن ضيقة فخوف أو رهبة، ولم أذكر لكم سابقاً مع تنميل باليدين والوجه، وأيضاً عندما أتفاعل مع شيء مفرح أو حديث مهم أشعر بصعوبة في التنفس أو بالأحرى مثل الشهيق. أرجو منكم التكرم بالجواب، وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الأخ الفاضل، فكما ذكرت في رسالتك فقد مررت بظروف صحية، بدأت بجفاف الأنف، والذي تم تشخيصه بواسطة الأستاذ المرحوم الدكتور هشام فؤاد رحمه الله، ثم بعد ذلك قمت بفحص المعدة، واتضح أن لديك البكتريا المعروفة بـ (هلكوباكتر)، وأخذت أيضاً العلاج المطلوب لهذه البكتريا، والآن من الواضح أن الأعراض التي تنتابك يغلب عليها الجانب النفسي أكثر من الجانب العضوي، وإن كان تظهر عليك بعض الأعراض العضوية، ولكن هذا غير مستبعد في كثير من الحالات النفسية، خاصة الرهاب والقلق والاكتئاب.

أيها الأخ الفاضل! بالنسبة لقضية السحر، فالحمد لله أنك قد تعالجت بالرقية الشرعية وهذا يكفي، وعلى الإنسان بالتأكيد أن يواصل التزامه بعباداته وقراءة القرآن والأذكار، وإن شاء الله فيها حفظ للإنسان.

كثير من الناس يعزو الأعراض الجسدية التي وردت في رسالتك إلى العين والسحر، وبالرغم من إيماننا واعترافنا بالعين والسحر إلا أننا نرى أن هذا الأمر أمر ظني أكثر منه حقيقة، أي أقصد أن الأعراض التي ذكرتها في الواقع هي أعراض طبية نفسية، وهنا تعتبر الأعراض الجسدية ثانوية.

بالنسبة للأدوية، بالتأكيد الزيروكسات يعتبر من الأدوية الممتازة جداً، والجرعة التي تتناولها وهي 40 ملج تعتبر جرعة صحيحة، والدواء في كثير من الحالات يتطلب مدة أطول، أي أطول من المدة التي تناولته أنت الآن، فعليك يا أخي بالصبر عليه، وإن شاء الله سوف تستفيد منه كثيراً.

الريمانون لا أعتقد أن هنالك حاجة له بالرغم من أنه دواء جيد ومحسن للنوم، ولكن جرعة الزيروكسات التي تتناولها هي جرعة كافية، وأتفق معك على أن الريفوتريل دواء ربما يسبب التعود والإدمان، ولذا نفضل الابتعاد عنه بالرغم من أنه دواء فعال جداً لعلاج الخوف والتوتر.

بجانب الزيروكسات أنصحك بإضافة دواء آخر بسيط، يساعد إن شاء الله في هذه الحالة، خاصة الضيقة التي تعاني منها، الدواء يعرف باسم فلونكسول، أرجو أن تأخذه بجرعة حبة واحدة نصف ملج في الصباح ونصف ملج في الظهر، ومدة العلاج المطلوبة بالنسبة للفلونكسول هي 3 أشهر.

أما بالنسبة للزيروكسات فأرى أنك ربما تحتاج إليه لمدة عام كامل بهذه الجرعة وهي 40 ملج، ثم بعد ذلك يمكنك أن تبدأ في تخفيض العلاج.

بجانب العلاج الدوائي يا أخي، لابد أيضاً من أن تمارس التمارين الرياضية، فهي إن شاء الله تزيل من حالة الإجهاد التي تعاني منها، فالرياضة أثبتت الآن أنها تؤدي إلى إفرازات كيميائية إيجابية جداً بالنسبة لحالات القلق والاكتئاب والتوتر والمخاوف، فأرجو أن تحرص على ذلك.

ولابد لك أيضاً أن تحاول أن تعيش حياة فاعلة وفعالة، بمعنى أن تلتزم بالعمل والتواصل الاجتماعي، ولا تجعل المرض يسبب لك أي نوع من الإعاقة الاجتماعية، فهذا الأمر يعتبر من الأمور الضرورية جداً لتأهيل الإنسان وإخراجه من الحالة التي يعاني منها.

وأخيراً أسأل الله لك الشفاء، وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً