الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البثور وحب الشباب التي تظهر على الذقن بعد الحلاقة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
أعاني من مشكلة حب الشباب والبثور الكثيرة التي تظهر غالباً بعد ما أحلق ذقني، وعندها ربما أجرح نفسي جرحاً طفيفاً، وبشرتي دهنية، فما هو علاج هذه البذور أم أنها يجب أن تكون في هذه المرحلة؟
وكيف أتفادى انتشارها بعد حلاقة الذقن؟ وهل من أسباب لها؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

قد يكون ما تشكو منه هو انغراس الشعر في الجلد، أي: أن الشعرة بعد أن تغادر سطح الجلد نامية للأعلى تعود لتنغرس في الجلد من جديد، وهو غالباً بسبب الحلاقة الخاطئة، والحل في ذلك هو الغسل بالماء والصابون قبل الحلاقة، على أن يكون آخر دور للغسل بالماء البارد غير الحار، واستعمال الشفرة الجديدة عند كل حلاقة، وإمرار الشفرة مرة واحدة فقط بجهة نمو الشعرة المحلوقة، وليس عكس اتجاهها، وبعد ذلك الغسل من جديد، واستعمال كريم مضاد حيوي مثل الفيوسيدين، ويفضل إما عدم حلاقة المنطقة المصابة أبداً فتطول الشعرات المنغرسات ثم تخرج من الجلد بعد حين وتنتهي المعاناة (حوالي أسبوعين أو أكثر) وإما أن تحلق المنطقة يومياً، وذلك لعدم إعطاء الشعرة الفرصة للعودة إلى الجلد والانغراس فيه من جديد.

وأما بالنسبة للبثور وحب الشباب، فإن حب الشباب له أشكال سريرية كثيرة، مثل حب الشباب الحطاطي أو البثري أو الزؤاني أو الكيسي أو الندبي، ومن باب العلم بالشيء فإن حب الشباب هو أكثر الأمراض شيوعاً على الإطلاق، وهو يتفاوت بشدته بشكل كبير (من المرور العابر الذي لا يؤبه به إلى الشكل الكيسي المشوه) وهو عادة يصيب الشباب في سن المراهقة وينتهي في العقد الثالث من العمر، عدا بعض الحالات التي يستمر فيها أكثر من ذلك لوجود أسباب وعوامل مهيئة.

أما ما يتعلق بالعلاج فيجب اعتبار ما يلي:

1- في كل الحالات يفضل عدم اللعب بالبثور وعدم عصرها أوفركها أودلكها أو سحقها، وذلك حتى نتجنب التقيح والانتشار والندبات.

2- في الحالات الخفيفة -كما هو عندك- يكفي الغسل المتكرر بالماء الفاتر والصابون ثم بالماء البارد (وعدد مرات الغسيل يحكمه شدة الدهون التي تغطي البشرة).

3- في الحالات المتوسطة والتي فيها بثور قليلة استعمال المضادات الحيوية الموضعية (مثل الكليندامايسين) ويفضل أن تكون سائلة وليست على شكل مرهم، حتى لا تمنع تصريف الإفرازات الدهنية من مصارفها الطبيعية.

4- في الحالات المتوسطة التي لا تسجيب لما ذكر، يمكن استعمال المضادات الحيوية الجهازية (بالفم) بالإضافة إلى العلاج المحافظ الموضعي والعناية العامة.

5- الحالة النفسية قد تزيد من حدة البثرات عند بعض المرضى.

6- تناول الحلويات والسكريات قد يزيد من حدة البثرات عند بعض المرضى، ولو أن التجارب في ذلك متضاربة بين مؤيد ومعارض، والأفضل الاعتدال والتجريب بشكل شخصي.

7- في الحالات الشديدة أوالمعندة أو الكيسية أو المشوهة أو المؤثرة على الحالة النفسية، يمكن استعمال مستحضر الرواكيوتين (ايزوتريتينوين) ولكن تحت إشراف طبي متخصص، وإجراء بعض التحاليل الدموية، علماً أن الدورة العلاجية يجب أن يتمم فيها المريض الجرعة إلى 120 مغ لكل كيلو غرام، وغالباً ما يكون هذا كافيا مدى الحياة عدا بعض الاستثناءات.

ختاماً: حب الشباب مرحلة والعلاج يمضيها بسلام، والحلاقة بشكل صحيح أفضل من التجريح والتجريف، وكل ما له قاعدة أفضل من العشوائي، فاختر مما سبق ما يناسب حالك، وإن شاء الله مشكلتك محلولة سلفاً.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً