الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتئاب... الأسباب والعلاج

السؤال

السلالم عليكم ورحمة الله.

لأسباب عدة أعاني من الاكتئاب الشديد، مع ما يصاحبه من رغبة في البكاء والحزن الشديد، والأكل بنهم أحياناً، وأحياناً فقدان الشهية، أحياناً آكل فقط لأنه يجب علي أن آكل، كشيء معتادة عليه وهو الغالب، عوضا عن اضطرابات النوم، وفقد الثقة بنفسي، والخوف، وإلى غير ذلك من المشاكل.

ذهبت لطبيب نفسي، وأعطاني في الجلسات الأولى دواء (زولوفت)، ولأنني لم أستطع تحمل الأعراض الجانبية له قطعته، بعدها أعطاني دواء (زناكس)، ولكنني وللأسف تخلفت عن الذهاب للدكتور لظروف ما منعتني، وقطعت العلاج نهائيا؛ لعلمي أن الزاناكس يسبب خللاً في الذاكرة إذا ما استخدم لمدة طويلة.

سؤالي: الآن ما زالت نوبة الاكتئاب تدمر حياتي، ولا أظنني سأتخلص منها، ولكن على الأقل هل أستطيع أن آخذ أي نوع من الأدوية بمفردي؟ لأنني لا أستطيع مراجعة الطبيب، هل أستطيع أخذ البروزاك؟ وما هي طريقة استخدامه؟ وكم هو ثمنه تقريباً؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أنت بالفعل تعانين من أعراض اكتئابية، وأرى أن خط العلاج الأول هو محاولة إزالة أسباب هذا الاكتئاب إن وجدت، إذا كانت هنالك أي صعوبات أو مشاكل في حياتك، أرجو أن تواجهيها بصبر وتجلد وحكمة حتى تتغلبي عليها إن شاء الله.

أما إذا كان الاكتئاب ناشئاً فقط من التفكير السلبي، وهذا يحدث في بعض الأحيان لبعض الناس، فأرجو أن تحاولي أن تفكري إيجابياً، كل فكرة سلبية تنتابك أرجو أن تستبدليها بالفكرة الإيجابية المقابلة، وتركزي على هذه الفكرة الإيجابية حتى تبنى وتتكون في داخلك وتكون صلبة وقوية، وهذا إن شاء الله يؤدي إلى تغيير كامل، أي تغيير من الناحية الوجدانية لديك من سلبي إلى إيجابي.

الشيء الثالث هو الأدوية، وبالطبع أنت بحاجة إلى الأدوية النفسية المضادة للاكتئاب، والأدوية الحمد لله الآن متوفرة، وهي سهلة الاستعمال، بمعدل حبة أو حبتين في اليوم، ولكنها تتطلب الالتزام.

البروزاك من الأدوية الجيدة جداً لعلاج حالتك، خاصةً أنه لديك اضطراب في الشهية للطعام، ولكن يعاب على البروزاك أنه لا يساعد كثيراً في تحسين النوم، ولكنه من الأدوية التي أفضلها دائماً لأنه سليم وفعال، كما أن سعره مقارنةً ببقية الأدوية ربما يكون أفضل.

أعتقد أن البروزاك متوفر في البحرين في مستشفيات الدولة، وبالتأكيد في مثل هذه الحالة يكون ليس مكلفاً، ولكن المشكلة أنك ذكرت أنك لا تريدين الذهاب إلى الطبيب، والأدوية في مستشفيات الدولة تتطلب الذهاب إلى الأطباء.

في الصيدليات الخاصة ربما يكون سعره حوالي ثلاثين إلى أربعين دولاراً بالنسبة لعبوة 28 كبسولة، فأسأل الله أن يسهل لك أمر الحصول عليه.

هنالك دواء ليس بباهظ الثمن، إنما هو من الأدوية القليلة التكلفة يعرف باسم إنفرانيل، فإذا استحال عليك الحصول على البروزاك، فيمكنك تناول هذا الدواء، وجرعة البداية هي 25 مليجراما ليلاً، ثم ترفع الجرعة بعد أسبوعين إلى 50 مليجراما ليلاً، وتستمري عليه لمدة ستة أشهر، أي على هذه الجرعة، ثم تخفضي الجرعة إلى 25 مليجراما ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تتوقفين عنه.

التفرانيل دواء جيد وفعال، وليس باهظ التكلفة، ولكنه ربما يسبب بعض الآثار الجانبية البسيطة خاصةً في الأيام الأولى للعلاج، وهذه الآثار تتمثل في الشعور بالجفاف في الفم وثقل بالعينين، وربما إمساك، ولكنها تختفي بالاستمرار في العلاج، كما أن جرعة 25 مليجراما وحتى 50 مليجراما لا تعتبر من الجرعة الكبيرة، حيث أن الأعراض الجانبية نشاهدها أكثر مع الجرعات العالية من هذا الدواء.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً