الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم الشعور بدفء العلاقة الزوجية وإمكانية أن يكون سبباً في الطلاق.

السؤال

السلام عليكم..

إخوتي في الله، أرجو أن أحصل على رد شاف من سيادتكم على سؤالي الذي يحيريني ويقلقني.

في صغري، أي خلال وبعد الثانوية العامة، كنت مهووساً بالأجهزة الإلكترونية، وتحديداً الحاسوب وتطوراته وغيرها، لدرجة أنني كنت أحب أن أتعلم كل شيء، أبناء جيلي من الطلاب كانوا ينظرون إلي على أنني معقد نفسياً، لكوني لا أقترب أو أحاول التعرف على الفتيات ومراسلتهن والمكالمات التافهة التي يتحدثون عنها.

كانت العلاقة مع الطرف الآخر بالنسبة لي هي من خلال ما أحل الله، وهو الزواج، أما الباقي فهو عبث ولهو، قامت والدتي -حفظها الله- لي بترتيب كل الظروف من توفير مال وعلاقات وضغوطات على أقاربي، لكي تخطب لي ابنة خالتي، وباختصار لم أكن مقتنعاً، ولكني وافقت لحبي لوالدتي.

الآن وبعد خمس سنوات من الزواج، قد أنجبت طفلين، ضاق صدري من الحياة معها، وذلك لأننا ومنذ بداية أيام الزواج لم يكن بيننا أي نوع من المساحة الفكرية المشتركة، فهي تقوم بجميع الأعمال المطلوبة منها من أعمال يومية، إلا أنني لا أشعر بأنها زوجة آنس بها، بل لا نتلاقى إلا في الفراش، وغالباً تحت طلبها هي، وبصراحة أخاف أن أتخذ قراراً متأخراً بالانفصال عنها، قد تكون هي متضررة منه، لأنها قد تكون قد كبرت في السن.

المشكلة تكمن في كوني أود أن أجد إنساناً آنس إليه، حاولت مراراً وتكراراً معها أن أجد منطقة التقاطع الفكري، لكن هذا صعب جداً، لأن ما أشعر به هو أنها تقوم بتمثيل دور الزوجة على أتم وجه، يعني مطلوب مني كزوجة الغسيل والطبخ والمسح وما إلى ذلك، فتقوم بها.

ومن ناحية شرعية، أكون قد ظلمتها إذا طلقتها، أم ماذا أفعل؟ أرجوكم ساعدوني، لأنني أود بناء بيت مسلم يكون ملإذن لي من أتعاب اليوم، وأن أربي أطفالاً يكونون صناعاً للحياة.

آسف على الإطالة، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يصلح لك زوجك، وأن يعينها على التأقلم معك.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه لمن المؤسف حقاً ألا يجد الإنسان راحته في بيته ومع زوجته وأم أولاده، حقاً إن الحياة في مثل هذا الجو ما هي إلا نوع من العقاب البدني والجلد النفسي الذي لابد وأن يؤدي إلى انفجار آجل أم عاجل، ومن هنا كان لابد من البحث عن حل مناسب، وهذا ما دفعك إلى الكتابة إلينا.

أقول لك أخي الفاضل محمد، أنا أتصور أن امرأتك تشعر بما تشعر به، وأعتقد أنها تبذل قصارى جهدها في إسعادك وإرضائك والتفاهم معك، ولكن يبدو أن هذه هي إمكاناتها والمقدور لديها، وهذا ما تملكه من رصيد اجتماعي، وهي مسكينة لأنها لم تصل إلى مرضاتك نظراً لظروفها، وأنا واثق من أنها إذا كان لديها أكثر من ذلك فلم ولن تبخل عنك أبداً، لأنها هي الأخرى وبلا شك تحتاج أن تعيش سعيدة مستقرة مع زوج يفهمها وتفهمه، إذن زوجتك ضحية ظروف تربوية! هذا هو حدها ومداها، وليس من العدل أن نحملها وحدها نتيجة هذه التربية القاصرة في جانب التفاهم والحوار، ولابد من التماس العذر لها، ومساعدتها في اكتساب مهارات الاتصال الفعال، وهذا دورك أخي محمد.

أتمنى ألا يتسرب اليأس إلى قلبك، نظراً لطول الانتظار وضعف النتيجة، حاول بنفسك أو بغيرك ممن لديهم القدرة على المساعدة، ولا تنسى أن لديك طفلين هما في أمس الحاجة إليك وإلى أمهم في نفس الوقت، حاول واجتهد في مساعدتها، وأنا واثق من أنها ستتحسن ولكن مع ضرورة مراعاة مشاعرها وعدم إشعارها بالاستخفاف أنها جاهلة أو ليست على المستوى المطلوب؛ لأن هذه قواتل الطموح! أشعرها بأنها رائعة وممتازة، ولكنك تريدها أحسن وأحسن، وأصبر عليها وحاورها، وعلمها وادع لها، خاصة بظهر الغيب، فإن لم ينفع ذلك كله فأرى أن تحتفظ بها لأنها أم أولادك وتتزوج غيرها ممن تظن أو تعتقد أن لديها ما ليس لدى زوجتك، واجعل هذا آخر مراحل العلاج؛ لأنه قد تنجح وقد لا تنجح.

وبالله التوفيق والسداد؛


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً