الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توجيهات لفتاة تبحث عن رضا الله في رضا زوجها وأمها المسيئين إليها

السؤال

السلام عليكم.
كتبت هذا العنوان ويدي ترتجف من الخوف؛ وذلك خوفاً من عقاب الله، ولكن ليس لي حيلة في التحكم في قلبي، بعدما أشاعت أمي عني حكايات وروايات لدى إخوتي؛ فتم زواجي غصباً عني لشخص ظاهره متدين وملتزم، وداخله مريض نفسياً، يكره النساء ويعتبرهن خائنات، ويفعل أي شيء حتى يثبت وجهة نظره.

إنني أعيش بحالة من الاكتئاب والكره لإخواني وأخواتي وأمي، والتي إلى الآن لا تتورع عن إشاعة الأكاذيب عني، وتكره صديقاتي وتبعدهن عني، وتبعدني عن اجتماعات الأسرة.

أمي -والتي تعتبر مدخلي للجنة- لا تساعدني في جهاد نفسي لطاعتها، بل تفعل أي شيء حتى تجعلني لا أبرها، أنا لا أريد أن أدخل النار بسببها، ولا أريد أن يغضب الله علي.

أعلم أنها تكرهني وتفضل علي أخواتي، ولكن ما العمل وزوجي يرميني في بيت أهلي الشهر والشهرين حتى يعتكف بالمساجد، في حين أن حاجتي غير مقضية،
وأعاني الوحدة وامتهان كرامتي من قبل أمي في بيت والدي!

حاولت أن أصلح الأمر بأن أجعل أحداً يتوسط بيني وبينها، ولكنها تحلف الأيمان بأني أخطئ في حقها، وأنني كاذبة؛ حتى يئست منها وكرهت العيش، إنني مريضة، وأمر بمرحلة صعبة جداً جداً، وأبحث عن أي مخرج يرضيني ولا يغضب أمي علي.
أريد أن أرضي الله في زوجي وأمي، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة/ نور حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يوفقك لما يرضاه، وأن يلهمك رشدك، ويرزقك بر والدتك وطاعة مولاك.

فإنك مأجورة على صبرك على أذى الوالدة، بل ومأمورة ببرها والإحسان إليها، وإذا تذكر الإنسان لذة الثواب نسي ما يجد من الآلام، وهنيئاً لك وأنت تطلبين إرضاء الله في زوجك ووالدتك، ومرحباً بك في موقعك بين الآباء والإخوان.

ونحن نوصيك بتقوى الله والصبر، وقد أحسن من قال:

ألا بالصبر تبلغ ما تريد ** وبالتقوى يلين لك الحديد

وعليك بالتوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، وأرجو أن تحتهدي في الابتعاد عن المواقف والتصرفات التي تغضب الوالدة، وقابلي إساءتها بالإحسان، وأظهري لزوجك حاجتك إليه، واجتهدي في لفت نظره، وذلك باهتمامك بمظهرك وبيتك، وذكريه بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن لأهلك عليك حقاً).

ولابد للمسلم أن يوازن، وأن يحرص على أن يعف نفسه وأهله، ولا مانع من تكرار المحاولات، وطلب المساعدة من الأخوال والخالات، والتضرع واللجوء إلى من يصرف السوء ويجلب الرحمات، وقدمي لأمك الاعتذارات، واطلبي ودها ورضاها، ولو بدفع الريالات.

وعليك بتقوى الله وطاعته، والتزام أوامره واجتناب نواهيه، وعمري حياتك بالذكر والتلاوة، وصادقي من عرف عنهن الخير والديانة، وابحثي عن أسباب نفور والدتك من صديقاتك، فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، وسهل إصلاح الخلل والعطب.

ونحن تنمنى أن يرزقك الله الشفاء، وأن يلهمك رشدك، ويرفع عنك العناء، ولا تيأسي، فإن الذي يكشف الضرر ويجلب التوفيق هو رب الأرض والسماء.

ونوصيك بتقوى الله، فإن الله وعد أهلها بأن ييسر أمورهم، فقال سبحانه: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ))[الطلاق:4] ووعدهم بأن يخرجهم من الكروب والورطات فقال سبحانه: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ))[الطلاق:2-3] وكوني في مساعدة المحتاجين، وأبشري بمعونة رب العالمين.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً