الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دواء القلق والمخاوف الظرفية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتقدم إليكم أطباء ومشرفين على هذا الموقع بجزيل الشكر والاحترام لما تبذلونه من مساعدة المرضى من خلال اهتمامكم الجدي بالرد على استفسارات إخواننا وأخواتنا، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم ويشفي مرضى المسلمين.

وبعد لقد قمت باستشارتكم في السابق عن حالي وهي أنني الآن أتعالج بالزيروكسات 40 ملج لمدة 5 أشهر، والآن الطبيب زاد الجرعة إلى 50 ملجم بعد الإفطار، وأيضاً صرف لي ريفوتريل ربع قرص مساء، ولكني لم آخذ الريفوتريل؛ لأنه يسبب الإدمان حسب علمي، فما رأي - الدكتور محمد - بهذه الأدوية؟
علماً بأن حالتي كالآتي كما أخبرتكم بالسابق وهي من 1986 مرورا بجفاف الأنف إلى التهابات بالجهاز الهضمي إلى الطعم الغريب الذي أشعر به أحياناً بفمي ( أعلم أن بعض الأدوية تسبب طعماً بالفم وخاصة ميترونيدازول فلاجيل) ولكني لا أستعمله منذ سنين، ولكن منذ شهر رمضان الماضي حصلت لي مشاكل وضغوطات نفسية، حيث بدأت أشعر بضيق بالصدر والتعب الشديد، والخوف اللاإرادي، ولكن كما ذكرت لكم من تاريخ 12 يناير وأنا أستعمل السيروكسات 40 ملج، ولكني والحمد لله تحسنت من الخوف نوعاً ما، وأصبح قليلاً جداً، ولكن مع المساء أحياناً إذا لم أشعر بالضيق بالصدر أشعر بهذا الطعم الغريب بفمي، وبعد وجبة العشاء أشعر بانتفاخ معدتي مما يسبب لي قلقاً في التنفس.

وأحياناً إذا تحدث شخص ما عن الجن أشعر بتنميل بصدري، وأحياناً كأن شيئاً بمعدتي، كما أنني كثير الأحلام، ولكن ليست بالمزعجة، وأحياناً فقط؛ لأنني أقرأ الأذكار وأنام على طهر والحمد لله، فأود رأي - الدكتور محمد - بخصوص الدواء المناسب لي، وهل السيروكسات مع الريمرون، أم السيروكسات مع الريفوتريل، أم السيروكسات مع الدوجماتيل؟

كما أرجو أن تفسر لي الحركات الغريبة التي أشعر بها بجسمي من رجفات بالعضلات، وأحياناً أشعر بمثل الحشرة تجري بعروقي.

علماً بأنني الآن ومنذ أسبوع زيد لي الطبيب جرعة السروكسات إلى 50 ملجم.
فأرجو منكم الرد كما عودتمونا وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً يا أخي على اتصالك بالشبكة الإسلامية وثقتك في استشاراتها، وفي شخصي الضعيف.

أخي سامي: حقيقةً هذه الأعراض التي تنتابك هي بالطبع أعراض مخاوف مصحوبة بالقلق، وأنت لديك أيضاً الجانب الجسدي، وفي هذه الحالة تكون حالتك أيضاً تحمل الطابع النفسوجسدي، حيث إن التهاب الجهاز الهضمي وهذا الطعم الغريب الذي تشعر به نراه كثيراً لدى بعض الإخوة المصابين بالقلق والتوتر والمخاوف.

هو كما ذكرت ليس سببه الأدوية التي تتناولها؛ لأن الزيروكسات لا يسبب ذلك، ولكن أرى أن مرده ومرجعه هو الحالة النفسية التي تعاني منها، خاصة أن هذه الأعراض تزداد لديك مع وجود الضغط والصعوبات النفسية.

بالنسبة للأحلام، هي أيضاً سمة من سمات القلق والتوتر، ولكن على الإنسان أن يتغلب عليها – كما ذكرت أنت – بالحرص على الأذكار، وعليك أيضاً أخي أن تتناول كميات قليلة من الطعام ليلاً، ويا حبذا لو كان ذلك مبكراً؛ لأن ذلك إن شاء الله يقلل كثيراً من هذه الأحلام المزعجة، وبالطبع على الإنسان دائماً أن يسأل الله خير الأحلام ويستعيذ من شرها.

بالنسبة لما تشعر به من رجفة بالعضلات هي – يا أخي سامي – تأكد أنها أيضاً من أعراض القلق، وحتى التنميل أو ما تشعر به كأنه حشرة تجري في عروقك هو أيضاً من القلق؛ حيث أن القلق يؤدي إلى زيادة في إفراز مادة تعرف باسم الأدرنالين، وهي تؤدي إلى مثل هذه النشاطات الجسدية التي ذكرتها لك.

أخي الفاضل: لا زلت أرى أن الزيروكسات من أجمل الأدوية ومن أنفع الأدوية إن شاء الله تعالى بالنسبة لك.

أما الإضافات التي ذكرت وهي الريفوتريل أو الريمانون أو الدوجماتيل؛ حقيقة لكلٍ مزاياه وعيوبه، لا أرى أن الريمانون سوف يكون مناسباً لك؛ لأن الريمانون هو أصلاً دواء مضاد للاكتئاب، وأنت الحمد لله تأخذ الزيروكسات بجرعة كافية جدّاً لعلاج الاكتئاب والمخاوف والقلق.

أما بالنسبة للدوجماتيل فأنا أستعمله كثيراً في الأعراض الجسدية التي تكون مصاحبة للحالة النفسية، إذن ربما يكون مفيدا جدّاً بالنسبة لك، وجرعته هي 50 مليجرام صباحاً ومساء، ولكن لا أريدك أن تتناوله لمدة طويلة؛ لأنه ربما يؤدي إلى بعض الزيادة البسيطة في الوزن بالنسبة لك، تناوله لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم توقف عنه.

أما بالنسبة للريفوتريل، الريفوتريل من الأدوية القوية جدّاً لعلاج المخاوف الظرفية، أي التي تحدث في أوقات معينة، كما أنه دواء محسن للنوم جدّاً ومضاد للقلق، ولكن يعاب عليه – كما ذكرت أنت – أنه دواء تعودي بعض الشيء، أنا لا أمانع في استعماله في الأوقات الصعبة بجرعة لا تتعدى نصف مليجرام، وأصفه لبعض مرضاي في هذا السياق، فيا أخي سامي إن شاء الله لن تحتاج له، ولكن إذا احتجت له لا مانع مطلقاً بأن تتناوله بجرعة بسيطة ربع إلى نصف مليجرام عند اللزوم، بشرط ألا تتساهل وتستمر عليه لمدة طويلة.

أكرر أن الزيروكسات -إن شاء الله- أفيد بالنسبة لك، ومع استمرار البناء الكيميائي سوف تتحسن الأمور، ولابد لك يا أخي من الإصرار على التحسن وبناء الدافعية لذلك، وأن تدعو الله أن يشفيك، وعليك أن تفكر إيجابياً، وأن تواجه المخاوف، وأن تنظر إلى الجوانب الإيجابية العظيمة في حياتك وتحاول أن تنشطها وتنميها؛ لأنها وسيلة فعّالة جدّاً لانحسار وانتهاء السلبيات في مزاجنا وتفكيرنا.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً